أعلن الروائي الليبي إبراهيم الكوني تبرعه بقيمة جائزة ملتقى القاهرة الدولي الخامس للإبداع الروائي، البالغة 100 ألف جنيه (17.5 ألف دولار)، لصالح أطفال الطوارق بكل من النيجر ومالي. وقال الكوني أمام أكثر من 500 كاتب وناقد وإعلامي بحضور وزير الثقافة المصري فاروق حسني "أنا سعيد جداً بتكريمي بهذه الجائزة التي سبقني إليها عبدالرحمن منيف والطيب صالح وإدوار الخراط، ويسعدني أن أتبرع بقيمتها لأطفال الطوارق بالنيجر ومالي المحرومين من كل شيء والذين يعيشون مأساة حقيقية"، وقوبل ذلك الموقف بعاصفة من التصفيق. يذكر أن إبراهيم الكوني هو روائي ليبي ولد بمدينة غدامس الواقعة في أقصى الجنوب الغربي لليبيا عام 1948، ونال جائزة الدولة الاستثنائية الكبرى التي تمنحها الحكومة السويسرية، وذلك عن مجمل أعماله الروائية المترجمة إلى الألمانية، واختارته مجلة "لير" الفرنسية بين خمسين روائياً من العالم اعتبرتهم يمثلون "أدب القرن الحادي والعشرين"، وسمتهم "خمسون كاتباً للغد"، كما فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب في دورتها الثانية عام 2007، وصدر له العديد من الأعمال الروائية من بينها "التبر"، و"نزيف الحجر"، و"المجوس"، و"الفم"، و"السحرة"، و"واو الصغرى"، و"الدمية"، وغيرها. من ناحية أخرى، شهدت مناقشات اليوم الأخير للملتقى، الذي استمر على مدى أربعة أيام، جلسة ساخنة شاركت فيها الكاتبة المصرية نوال السعداوي والتي تعمد إلى الاصطدام بالقضايا ذات الأبعاد الدينية والعقدية، على الرغم من أن قضية المؤتمر قضية أدبية بحتة فراحت وهي تلقي ورقتها البحثية والتي حملت عنوان الرواية والكيمياء وعلم الكون تتحدث عن أمور دينية وعقدية، ولا علاقة لها بموضوع الملتقى، وهذا ما دفع مدير الجلسة وزير الثقافة المغربي الأسبق الشاعر محمد الأشعري لأن يعرب عن أسفه لهذا النهج وعلى مستوى الحوار والمناقشة داخل القاعة، خاصة بعدما توجهت غالبية الأسئلة للدكتورة نوال السعداوي وتعلقت بأمور لاهوتية بعيدة عن محاور المؤتمر. وأضاف الأشعري "للأسف وجهتم أسئلة ليس لها علاقة بالندوة وانشغلتم بحديثكم مع الدكتورة نوال السعداوي وتجاهلتم المشوار الأدبي للروائيين الحاضرين، (طارق الطيب، وخليل صويلح)، وعلى الرغم من أن نوال السعداوي ألفت أكثر من 13 رواية تُرجمت جميعها إلى لغات عديدة، إلا أنكم لم تتذكروا حتى اسم رواية واحدة تتناقشون فيها واكتفيتم بأسئلتكم عن الدين ويوم القيامة والثواب والعقاب". كما شهد الملتقى مناقشة الرواية والإنترنت في جلسة أدارها الروائي المصري جمال الغيطاني والتي قال فيها "إن من سلبيات الإنترنت على الحركة الإبداعية، أن الرواية استبيحت وفقدت معاييرها الفنية المتعارف عليها، وأصبح من السهل أن يطلق كاتب كلمة "رواية" على نص لا ينسب في الأساس لإبداع الرواية"، مشيراً إلى أنه لكي ننتج نصاً إبداعيا جديدا، علينا أن نكون قد أنهينا في البدء دراسة واستيعاب مفاهيم النص القديم، مضيفًا "لا يمكننا أن نتجاوز القديم قبل أن نقتله بحثًا ومن ثم نتجاوزه بنص جديد". وحول أثر الإنترنت على الحركة الإبداعية في مصر والعالم العربي، قال الغيطاني "أرى أن هناك فوضى ثقافية إبداعية تشبه حالة الفوضى والاضطراب التي تعيشها الشعوب عندما تنتقل من مرحلة إلى أخرى، وهذه المرحلة لا توجد لها ملامح أو ضوابط تحددها"، مضيفًا "ومن مساوئ الإنترنت الخطيرة جدًا أنه لا توجد أدنى قواعد أو ضوابط على ما يكتب وينشر على صفحات الإنترنت المختلفة، وهو ما يؤدي في بعض الأحيان إلى تشويه صورة شخص ما.