يتطلع عدد من حراس الأمن إلى النظر في أوضاعهم الاقتصادية، جراء رواتبهم الزهيدة، والتي تحتم عليهم العمل في أكثر من موقع لتوفير نفقات أسرهم وتحسين أوضاعهم، وسط مطالبتهم صندوق تنمية الموارد البشرية بدعم رواتبهم. يقول فتحي جميمي: إن حالي لا يختلف عن حال العديد من حراس الأمن الذين يعملون في شركات الحراسات الأمنية والذين يعانون من ضعف الرواتب ومشكلات اقتصادية نتيجة كونهم يعولون أسرهم، مشيراً إلى أن راتبه 1200 ريال، يرسل منه 700 ريال لوالده في جازان لمساعدته على احتياجات أسرته، مطالباً بدعم رواتبهم من صندوق تنمية الموارد البشرية، لإعانتهم على متطلبات الحياة في ظل غلاء المعيشة. وأضاف حسن مداوي شرفي: إننا نعمل بجد على مدى 8 ساعات ونتحمل أعباء مواجهة الجمهور والحديث معه وحل مشكلاته في العديد من المواقع سواء في حراسة الشركات أو المولات وغيرها، ومع ذلك نتقاضى رواتب ضعيفة حرمتنا حتى من التفكير في الزواج وتكوين أسرة. وقال: إنني في بعض الأوقات أعمل حارساً لمدة تزيد على 18 ساعة في شركتي أمن لتوفير احتياجات أسرتي لأنني أعول أهلي والراتب لا يكفي لاحتياجاتهم. فيما قال غالب العفشي: نتطلع إلى دعم الجهات المختصة لرواتب حراس الأمن الذين يعملون في هذا المجال ومساعدتهم على الحياة الكريمة. مكاسب ضئيلة من جهته، أكد مدير شركة الساهر الأمنية خالد المشعان، أن حراس أمن الشركات الخاصة بالحراسات الأمنية يعانون من ضعف الرواتب وعدم حصولهم على الدعم الكافي من صندوق تنمية الموارد البشرية، مشيراً إلى أن المواقع التي تطلب الحراسة لا تدفع لشركة الحراسة الأمنية أكثر من 2500 ريال، فيما تدفع الشركة 1800 ريال كراتب، إضافة إلى العلاج والتأمينات وتوفير السكن وغير ذلك من مصروفات، مما يصعب رفع رواتب الحراس من قبل الشركات الخاصة المشغلة، لأن مكاسبها قليلة. وأضاف المشعان أن العمل في مجال الحراسات الأمنية متعب، وله مصاعب كبيرة في الاحتكاك مع الجمهور حيث يتم توقيف حارس الأمن حاله كحال أي مواطن من قبل الشرطة عند وجود حالات عنف أو خلافات. ووصف شروط صندوق تنمية الموارد البشرية بأنها تعجيزية، ولا تحقق تطلعات هذه الفئة. اتفاقيات مع "هدف" إلى ذلك.. أوضح المتحدث الرسمي لصندوق تنمية الموارد البشرية "هدف" سلطان السريع، أن الصندوق يدعم الحراسات الأمنية في مجال التوظيف، كما يولي اهتماما لدعم رواتب التوظيف، مشيراً إلى أنه اعتمد أن يكون الحد الأدنى للراتب المدعوم 3 آلاف ريال شهرياً، كما أن "هدف" يساهم في تأهيل وتطوير مهارات العاملين في الحراسات الأمنية ضمن برنامج ماهر (12/12) لتأهيل الكوادر المتخصصة بتحمل تكاليف التدريب ودفع مكافأة للمتدرب خلال فترة التدريب وذلك بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية. وأشار السريع إلى أن عدد المنشآت التي أبرمت اتفاقيات مع الصندوق لدعم مجال الحراسات الأمنية بلغ 55 منشأة، أما عدد الفرص الوظيفية المتاحة من هذه الاتفاقيات فبلغ 9797 فرصة وظيفية، موضحا أنه يوجد الكثير من الشركات الأمنية في سوق العمل، لم توقع اتفاقيات مع الصندوق لدعمها، وهو ما أوجد رواتب منخفضة للحراس، لافتاً إلى أن الشروط المطلوبة غير تعجيزية. لا حد أدنى للأجور وحول تدني رواتب حراس الأمن، أشار مدير مكتب العمل بمنطقة عسير حسين المري، إلى أن وزارته لم تضع حدا أدنى للأجور في المملكة، مشيراً إلى أن الوزارة ترتبط باتفاقيات دولية مع منظمة العمل الدولية بهذا الخصوص. وبين المري أن مكتب العمل يطالب برفع الأجور من قبل الشركات لدعم حراس الأمن، لافتاً إلى أن المشكلة تكمن في أن الشركات المشغلة لا تتجه لصندوق تنمية الموارد البشرية، والذي يقدم حلولا جذرية للمشكلة، بشرط توقيع الاتفاق وتطبيق الشروط، مهيباً بالشركات للتوجه للصندوق لدعم رواتب حراس الأمن.