بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، برقيتي تهنئة لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده. وأعرب الملك سلمان بن عبدالعزيز، باسمه واسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية عن أصدق التهاني، وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة للشيخ صباح الأحمد، ولحكومة وشعب دولة الكويت الشقيق اطراد التقدم والازدهار. وأشاد بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدين الشقيقين، والتي يحرص الجميع على تنميتها في المجالات كافة. كما أعرب ولي العهد عن أبلغ التهاني وأطيب التمنيات بموفور الصحة والسعادة للشيخ صباح الأحمد، ولحكومة وشعب دولة الكويت الشقيق المزيد من التقدم والازدهار. تطور وازدهار تسير العلاقات السعودية الكويتية بخطى ثابتة مدروسة من حسن إلى أحسن عبر الزمان وعلى امتداد تاريخها الطويل الممتد لأكثر من قرنين ونصف القرن من الزمان، فمنذ الدولة السعودية الأولى ومرورًا بالدولة السعودية الثانية ومن ثم العهد الراهن الزاهر فإن مسيرة العلاقات بين المملكة والكويت تتطور وتزدهر بفضل حكمة وحنكة القيادة الرشيدة في كلا البلدين التي أرست قواعد هذه العلاقة، ووطدت عراها، ومتنت أواصرها، ورسمت خطوط مستقبلها في جميع المجالات، وعلى مختلف الأصعدة الرسمية منها والشعبية. تعاون وتنسيق يتحدث تاريخ العصر الحديث عن مسيرة العلاقات السعودية الكويتية، فيسجل أن الكويت كانت من أوائل البلاد التي زارها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - بعد أن أرسى دعائم حكمه ووطد أركان ملكه بعد أن كانت هي الأرض التي انطلق منها لبدء مسيرة التأسيس. كما جاءت زيارته الأولى إلى الكويت عام 1320، وتبعتها زيارة ثانية عام 1335، وأعقبتها ثالثة عام 1356، وهكذا توالت الزيارات وتبودلت بشكل مكثف بين قادة البلدين وكبار المسؤولين فيهما لبحث المزيد من سبل التعاون والتنسيق في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية. إطار عملي لايزال العمل ديدن المسؤولين في كلا البلدين وطابع العلاقات الثنائية بين حكومة المملكة العربية السعودية وشقيقتها دولة الكويت لوضع الجهود المبذولة في سبيل مزيد من التفاهم بينهما في إطار عملي من باب اقتران القول بالفعل، وللدلالة على تلك العزيمة شهد ربيع الآخر عام 1341 توقيع أول اتفاقية ثنائية أبرمت بين البلدين لإنشاء منطقة محايدة، ورسم الحدود المشتركة بين البلدين في تلك المنطقة. ويجسد الموقف السعودي الشجاع بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - إبان الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت عمق الروابط المتميزة التي تربط بين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت الشقيقة. ويعد ذلك الموقف من أوضح وأقوى ما يربط بين البلدين الشقيقين من الوشائج ماضيًا وحاضرًا ومستقبلا، وبرز للعالم كله التضامن الحقيقي الوثيق بين المملكة والكويت، وبين جميع دول مجلس التعاون إبان العدوان العراقي حتى حررت الكويت، مجسدة بذلك روح الأخوة وضاربة أروع الأمثلة في التلاحم والتعاون. إنجاز اقتصادي أصبح التعاون والتنسيق السعودي الكويتي تحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية يسعى لتحقيق ما فيه خير شعوب دول المجلس وشعوب الأمتين العربية والإسلامية وخدمة قضايا العدل والسلام في العالم أجمع. وانطلاقا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأخيه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت - لا يقتصر مجال التعاون بين البلدين على الشؤون السياسية والاقتصادية والأمنية، بل يتعداه ليشمل المجالات الثقافية والرياضية والاجتماعية والفنية. اتفاقية خليجية فمنذ تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في رجب عام 1401، جمعت بين البلدين الشقيقين المملكة العربية السعودية ودولة الكويت أكثر من اتفاقية خليجية مشتركة، ومن أهم هذه الاتفاقيات الاتفاقية الاقتصادية الموحدة بين دول مجلس التعاون الموقعة بين الدول الأعضاء في المجلس في شعبان عام 1401، وتلا هذه الاتفاقية الاقتصادية المهمة إنجاز اقتصادي آخر تحقق عند إنشاء مؤسسة الخليج للاستثمار في محرم عام 1404، وقبل هذه وتلك أتت وتأتي مشروعات سعودية كويتية مشتركة كبيرة.