اختتمت دارة الملك عبدالعزيز بالرياض الجلسات العلمية لندوة «الجزيرة العربية في المصادر الكلاسيكية»، التي نظمتها الدارة على مدى يومين بمشاركة نخبة من المتخصصين من الباحثين والباحثات، والمؤرخين بمناسبة الانتهاء من إصدارات مشروع (الجزيرة العربية في المصادر الكلاسيكية)، التي طبعتها الدارة في «17» مجلدا، وقدمت في الندوة حوالي 24 بحثا، شارك فيها عدد من المتخصصين من مختلف دول العالم. المهووسات بالطيوب قال الدكتور حسين أحمد سلامة في ورقته (ميزان مدفوعات تجارة الجزيرة العربية في ضوء المصادر الكلاسيكية)، إنه منذ ما يقرب من ألفي عام علَّق الإمبراطور تبيريوس، ثاني أباطرة الرومان على تجارة الإمبراطورية الرومانية مع العرب والهند بقوله «إن نساء روما المهووسات بالطيوب والعطور والبخور وسائر البضائع التي تأتي من بلاد العرب والهند قد تسببن في نزيف مستمر للخزانة العامة، فبينما يزداد هؤلاء العرب ثراء ويكومون الذهب نزداد نحن فقرا». وأضاف «تحاول هذه الدراسة أن تتعامل مع ما يمكن أن نطلق عليه مجازا (ميزان مدفوعات تجارة الجزيرة العربية)، فبالرغم من عدم وجود مثل هذا التعبير الاقتصادي قديما فإنه يمكن لنا مع بعض التدقيق في المصادر الكلاسيكية القديمة التي تعاملت مع تجارة العرب والهند أن نحاول إيجاد مثل هذه العلاقة الاقتصادية، كمحاولة للمقارنة مع ميزان مدفوعات الجزيرة العربية الحديث، الذي هو قطعا في صالح دول المنطقة بسبب صادراتها من البترول والبتروكيماويات».
كتاب أواخر العصور القديمة
لفتت الدكتورة ماريا ليونتسيني من معهد الدراسات التاريخية اليونانية في بحثها الموسوم ب(الممارسات والسلوكيات والمفاهيم المتعلقة بالحيوانات المستأنسة والبرية في العالم العربي من الكتاب الكلاسيكيين حتى كتاب أواخر العصور القديمة)، إلى أن بحثها يسعى إلى جمع المعلومات الموجودة في كتابات المؤلفين الكلاسيكيين التي تشير إلى الحيوانات المستأنسة التي كانت تعيش في بلاد العرب في العصور القديمة، وأن أحد الموضوعات الأساسية التي يتردد ذكرها في المصادر الأدبية يتمثل في النشاط المرتبط بحياة الرعي، مثل رعي القطعان والرعي المتنقل، وأن الحيوانات البرية الموجودة في المناطق التي كانت الجماعات العربية تعيش أو تتنقل فيها أو تتعامل معها تدخل في نطاق بحثها. وركزت الباحثة على الحالات المتعلقة بالجزيرة العربية، ودراسة ظاهرة الاشتغال بالصيد الذي كان عادة واسعة الانتشار، كما بذلت جهدا لتوضيح إسهامات المؤلفين الكلاسيكيين في تعريفنا بأنواع الحيوانات وعاداتها ونظرة الناس تجاهها، كما أوضحت الباحثة في دراستها كيفية انتشار هذه الموضوعات في النصوص التالية للمرحلة الكلاسيكية، وبواسطة كتاب أواخر العصور القديمة حتى أواخر القرن السابع الميلادي.
أكد الدكتور مدحت هريدي في ورقته (موانئ شرق الجزيرة العربية في الكتابات الكلاسيكية.. دراسة في النصوص اليونانية واللاتينية)، تميز الساحل العربي للخليج العربي بموانئه التي كان لها أثر في التبادل التجاري بين المراكز الحضارية على طول الساحل ومنطقة الرافدين، مبينا أنه أنشئ في العصور القديمة عدد من الموانئ التي لعبت دورا مؤثرا في التجارة في ذلك الوقت.
من أهم موانئ وجزر الساحل العربي للخليج العربي: جزيرة وميناء إيكاروس (فيلكة) ميناء مدينة جرها (العقير) عمان المؤرخ الموسوعي الروماني بلينوس الأكبر (23-79) من أبرز الكتاب الكلاسيكيين شغفا بالكتابة عما يعرف بالتاريخ الطبيعي أهم الكتاب الذين اهتموا بالجزيرة العربية بلغ عدد كتبه 37 مجلدا فقد حياته بسبب شغفه العلمي بالظواهر الطبيعية غطى في موسوعته معلومات عن الطبيعة والجغرافيا والسكان والبيئة الحيوانية والنباتات والزراعة قدم وصفا مفصلا عن التمور والمر والهال والزنجبيل والنخلة والخيار البري تناول الجمل وأنواع الأغنام والطيور الخرافية