حذر المشرف على برنامج الفحص الطبي قبل الزواج في المنطقة الشرقية الدكتور نواف العتيبي من زواج الأقارب، مشيرا إلى زيادة الأمراض الوراثية الناتجة من العوامل الوراثية المتنحية في زواج الأقارب إلى 6% ، في حين لا تتجاوز 3% في زواج غير الأقارب، مشددا على ضرورة الفحص قبل الزواج، كونه إلزاميا لمعرفة احتمالية وجود الإصابة لبعض أمراض الدم، وذلك بغرض إعطاء المشورة الطبية حول احتمال انتقال تلك الأمراض للطرف الآخر من الزواج أو الأبناء في المستقبل، وإعطاء الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة، خاصة في ظل وجود مبررات شرعية واقتصادية ونفسية للخضوع لبرنامج الفحص الطبي قبل الزواج. جاء ذلك في ندوة الطب الوقائي التي أقامتها اللجنة الطبية بالندوة العالمية للشباب الإسلامي بالمنطقة الشرقية في فندق الظهران الدولي بالخبر بحضور 200 رجل وامرأة، والتي ضمت نخبة من الأطباء وبمشاركة عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس المبارك من أجل نشر الوعي الطبي والشرعي. وأوضح رئيس قسم مكافحة الأمراض المعدية بصحة الشرقية الدكتور أحمد كنعان في محاضرته التي حملت عنوان "مقدمة الطب الوقائي في الإسلام" أن الطب الوقائي فرع من فروع الطب الحديث، وذلك عن طريق منع حدوث الأمراض والكشف المبكر عنها، والتقليل من مضاعفاتها عند حدوثها، مبينا أن الطب الوقائي تطور ليشمل بعض الأمراض غير المعدية مثل السكر والسمنة، مشيرا إلى وجود العديد من العوامل التي تهيئ لانتشار الأوبئة في الوقت الحاضر، ومن أهمها النمو السكاني الكبير وزيادة الاختلاط بين الإنسان والحيوان، واعتماد الانسان على الحيوان في غذائه، وتنقل الإنسان من مكان لآخر، وعدم توفر مياه صالحة للشرب. وأشار إلى إحصائية تبين أن نصف العالم يشتكي من عدم توفر مياه صالحة للشرب، إضافة إلى انتشار ثقافة الوجبات السريعة، وسوء استخدام المضادات الحيوية التي طورت مناعة الجراثيم ضد هذه الأمراض، وتدني مستوى الخدمات الصحية، والتطور الذي نشأ لبعض الأمراض. وبين استشاري الأمراض المعدية في مستشفى الملك فهد الدكتور مروان الوزة أن الأمراض المعدية لم تعد آمنة كما يتصور، كاشفا في محاضرته التي تمحورت حول " الأمراض المنتقلة جنسياً "عن عدد من الأمراض التي تتنقل عن طريق العلاقات الجنسية المحرمة مثل الزهري ومرض نقص المناعة المكتسب، موضحاً أن أغلب الأمراض التي تنتقل عن طريق العدوى تنتقل عن طريق العلاقات الجنسية المحرمة، حيث يولد في كل ساعة في الصين طفل مصاب بالزهري. وتحدث عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس المبارك في محاضرته (النظرة الشرعية في الطب الوقائي) وقال إن الدين الإسلامي أكد على حفظ الضرورات الخمس، وهي المال والنفس والدين والعقل والعرض، موضحاً أن الوقاية تشمل حفظ النفس سواء من العدم وهو القتل، أو من أي ضرر آخر، ومن ضمنها الأمراض، مشيرا إلى مواطن كثيرة تضمن الوقاية من الأمراض حض عليها الإسلام مثل الطهارة والاعتدال في المطعم والمشرب وسنن الفطرة، والتأكيد على وجوب التداوي من كل داء.