لا مكان للشك هنا، فالكرم صفة من الصفات الأصيلة المتأصلة في المجتمع العربي، وخاصة السعودي، والمواطن السعودي عندما يكرم ضيفه ويبالغ في الإكرام يشعر بسعادة بالغة، وأهل البادية في السابق كانوا يوقدون نارا كبيرة ليراها العابرون ليضيفوهم، والعربي يتنافس مع قومه عند قدوم الضيف لضيافته، فالخير في أمتي إلى يوم الدين، هكذا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم. حينما نرجع إلى التاريخ المشرف للمملكة نجد أن مؤسسها «الملك عبدالعزيز» طيب الله ثراه حين تم فتح الأحساء نزل ضيفاً على والد المواطن حمود العرفج – موضوع مقالي - كزيارة شخصية له، وما زال آل العرفج يحتفظون بالمكان الذي تشرف باستقبال الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ولم يتم أي تعديل في ذلك المكان تشريفاً تاريخياً بزيارة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه لتلك العائلة، ومنذ تلك الزيارة المحفورة في ذهن أسرة آل العرفج، وأيضاً منذ تأسيس وتوحيد المملكة نجد أن آل العرفج يغلب عليهم الطابع الوطني، ومساندة ومؤازرة ولاة الأمر. وإيماناً من المواطنين بكونهم الخلية الأساسية في بناء المجتمع، استطاع «حمود العرفج» أحد أبناء أسرة آل العرفج أن يجمع لفيفا من الأشقاء من المملكة وكافة البلدان الخليجية «الإمارات والكويت وعمان والبحرين» تحت مسمى دعوة للترابط والتماسك بين الأشقاء، ولينقل إليهم مشاعر مواطن سعودي يشعرهم بأن المملكة السعودية هي الأم الحاضنة والفاتحة ذراعيها للأشقاء، مما يؤدي إلى زيادة قوة الترابط وتأصيل التماسك والتأكيد على أن الجميع أشقاء، وفي رباط إلى يوم الدين. لقد كان الحفل الذي أقامه المواطن «العرفج» مثالا للأخوة، فقد ظهر فيه مدى ما نحتاجه من لمّ الشمل واحتواء بعضنا بعضا. فالاتحاد أساس نهوض الحضارات وتطورها، فالقوة هنا هي أساس الحركة الديناميكية للمجتمعات التي تقودها نحو التقدم، فلا يتأتى هذا إلا بنبذ الفرقة والتنازع، فعلى كل مواطن غيور على بلده ودينه وأمته أن يسعى بجد لتوطيد الأواصر الأخوية فيما بيننا، وأن نجتنب الأسباب المؤدية إلى التشتت والتشرذم، فلن يتأتى النصر إلا إذا كنا عصبة لا تربطنا غير المحبة والخوف على بعضنا بعضا. إننا في أمس الحاجة إلى الترابط، وإلى ظهور كثير من أمثال المواطن «حمود العربج»، تلك الظاهرة التي هي موجودة بالفعل بين أفراد الشعب السعودي الكريم، فقد كان لابد من تسليط الضوء عليها فهي تعد ظهيرا شعبيا يقف خلف قادتنا وولاة أمورنا. حفظ الله المملكة وشعبها.