قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في خطبة الجمعة أمس بالحرم المكي: "إننا لنرسلها هتافة مكررة مدوية مكبرة في مطلع عامنا الهجري الميمون "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" التغيير المنعكس بصدق وإخلاص ورسوخ على صعيد الواقع والتربية والسلوك التغيير الذاتي الذي يبني المجتمعات ويستشرف طلائع الأجيال الفتية". وبيّن أن ذلك التغيير لا يأتي إلا ب "إلهاب علو الهمة في نفوس الأمة كي تعلو الذرى والقمة، وإذكاء الأمل والتفاؤل في الشباب كي يستنفر قدراته وملكاته وكفاءاته وانتماءاته". ودعا السديس إلى التفاؤل بالعام الجديد حيث قال: "فيا أمة الإسلام يا أمة الهمم وأجيال القمم ليكن عامكم الجديد للتشاؤم والتضاؤل ناسخا وللإحباط والتقاعس فاسخا، وادأبوا أن تكونوا بالتفاؤل والإيجابية بعد التوكل على الله عز وجل واستمداد العزم والتوفيق منه تسعدوا وتفوزوا وللنصر والتمكين تحوزوا". وأضاف: "في هذه الأيام ودعت أمتنا الإسلامية عاما قد مضى وتولى واستقبلت آخر وافانا وتدلى، فما أحوج أمتنا أن تنعطف حيال أنوار البصيرة كي تفيء إلى الاهتداء، لتتعافى أمتنا من التفرق والشتات وستنبو في قضاياها عن مدارك الفشل الذريع وتبعات التلكؤ الفظيع". وأوضح أن هذه الفترة سانحة للمناشدة للعمل الجاد لحل قضايا الأمة وإنقاذ مقدساتها وتحرير المسجد الأقصى المبارك من أغلال المعتدين. وقال: "من الفوادح الحازمة التي تكتم من الغيور أنفاسه أن تتناهش فئام من الأمة وأجيالها بودار الحيرة والتقاعس، وتفترس كثيرا منهم فتن الشهوات التي طوحت بهم في كدر المباءات، وآخرين عصفت بهم أضاليل الشبهات فنصبوا أشرعتهم صوب فكر التكفير والتفجير والتخريب والتدمير وسوى ذلك من الطوام التي يتبرأ منها كل مؤمن بالله واليوم الآخر. فحمدا لك اللهم حمدا أن كشفت عوارهم وفضحت أخبارهم". وأرجع تلك الشبهات والشهوات إلى الخمول والكسل والبطالة والإحباط. ودعا الله أن يسبغ على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ثياب الصحة والعافية، وأن يجعل ما ألم به طهورا. وفي المدينةالمنورة أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير أن المنايا لزمت البرايا فلا خُلْد في الدنيا يرتجى ولا بقاء فيها يؤمل. وقال البدير بمناسبة العام الجديد: "طوبى لعبد أحسن الرحلة بأحسن ما يحضره من النقمة"، مخاطبا في هذا السياق كل من لعب وغفل أن يفيق من خمرة الشهوات وأن يبادر إلى التوبة قبل الفوات. وأضاف "ليكن عامكم الجديد مشرقا بصدق التوبة وحسن الإنابة، ورد الحقوق إلى أهلها والتحلل من أصحابها فكل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون والتائب من الذنب كمن لا ذنب له".