إنَّ قضية فلسطين هي القضية الكبرى لدى المسلمين، منذ احتلالها الغاشم من قبل شراذم يهود، الذين لا حقَّ لهم في فلسطين، كيف يكون لهم حقٌّ فيها وهم المكذبون المقتِّلون لرسل الله وأنبيائه، العاصون لله ولرسله عليهم السلام، ألم يحرفوا الكلم عن مواضعه وقالوا: سمعنا وعصينا، فغضب الله عليهم ولعنهم بكفرهم، ومسخ منهم قردة وخنازير، عقاباً لهم على عصيانهم، ألم يقولوا لموسى عليه الصلاة والسلام: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ألم يقولوا: يد الله مغلولة، فأغلَّ أيديهم بمقولتهم الشنيعة في حق الله سبحانه، تعالى الله عمَّا يقولون علواً كبيراً، ألم ينقضوا العهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، ألم تُسمِّم يهودية طعام النبي صلى الله عليه وسلم، ألم يكونوا يريدون إسقاط الجدار على النبي صلى الله عليه وسلم ليقتلوه، ألم يكذِّب كثير منهم النبي صلى الله عليه وسلم ويكيدوا المؤامرات ضده، ألم يفدعوا يد عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، ألم يصفهم عبدالله بن سلام رضي الله عنه بأنهم قوم بهت، وهو سيد من سادتهم قبل إسلامه وأعلم بحالهم وصفاتهم، فجرائمهم كثيرة، وإفسادهم في الأرض كبير، وهم شرُّ أعداء المسلمين، وأشدّهم عداوة للإسلام، أبغضهم الله وأبغضهم الناس على اختلاف مللهم ونحلهم إلا من هاودهم لأجل أموالهم وإغراءاتهم. فاليهود مفسدون في أيِّ أرض يحلون فيها، نرى إفسادهم في العالم الإسلامي، في فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين، وليس هذا شجاعة منهم أو قوة فيهم، بل لأجل عهد الأمان الذي أعطي لهم من قبل بريطانيا وأميركا وحمايتهما لهم، ولو لم يكن لهم عهد الأمان ذلك، لما رأيتهم في فلسطين إلا أذلة صاغرين مهانين، لا تسمع لهم حِسَّاً ولا يرفعون رأساً، ولا يبرزون في محفل، وقوتهم الحالية يستمدونها من غيرهم، ليس لهم قوة دونها، فالله تعالى كتب عليهم الذل والهوان، وأدخل في قلوبهم الخوف والجبن، فهم أجبن خلق الله، قلوبهم قاسية امتلأت حقداً وحسداً وعداوة وبغضاً، ليس على المسلمين فحسب، بل حتى على أنفسهم بعضهم لبعض، فهم مختلفون متفرقون، متباغضون متحاسدون، بأسهم بينهم شديد، يوقدون نيران الحروب، ويحملون مشعلها، وها نحن نرى اعتداءاتهم المستمرة على فلسطين، وعلى أهلنا فيها، التي تؤكد مدى عدوانيتهم وحقدهم وبغضهم وكراهيتهم للمسلمين. فلسطين حقٌّ خالص للمسلمين، ليس ليهود حق فيها بتاتاً، ومهما طال الزمان، ومهما اعترف بعض الأعداء بأنَّ القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، فسيأتي يوم ترجع فيه فلسطين والمسجد الأقصى إلى أهلها المسلمين، وسيندحر العدوان الصهيوني وينهزم، وينتصر المسلمون وفي الأقصى يصلون، بعزة الله وقوته ونصرته. عموم المسلمين يولون الاهتمام الأكبر بفلسطين، يعلمون أنَّها أمُّ القضايا، وأنَّ اليهود فيها هم سبب كبير للاضطرابات والفتن والمشاكل في البلدان الإسلامية، التي لن تهدأ إلا باجتثاث هذا الكيان الصهيوني وطرده من فلسطين، ومحاكمته على جرائمه المتكررة. وإنَّ الدولة السعودية حرسها الله في مقدمة البلدان الإسلامية نصرة للقضية الفلسطينية، والدفاع عنها سياسياً ومادياً ومعنوياً، وهذا من توفيق الله لهذه الدولة المباركة التي أخذت على عاتقها خدمة الإسلام والمسلمين ونصرة القضايا الإسلامية، خصوصاً قضية فلسطين، وعلى المرء ألا يلتفت إلى الإعلام المعادي والمضلل الذي يقلل من شأن الدور السعودي أو يقلل من المواقف المشرِّفة تجاه قضية فلسطين، فدور السعودية ومواقفها هو الأقوى على المستوى الإسلامي والعالمي، حفظ الله السعودية وولاة أمرها وعلماءها وأهلها، وزادها قوة وأمناً ورخاء، وزادها تمسكاً بالدين ونصرة لقضايا المسلمين، وزادها شكرا لرب العالمين. إنَّ العدوان الصهيوني على فلسطين والمسجد الأقصى عدوان على جميع المسلمين في العالم، فعلى المسلمين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها أن يجمعوا كلمتهم ويوحدوا صفوفهم، حتى يندحر عدوان يهود ويُجتثوا من فلسطين.