وصف القاص والروائي جبر المليحان بأن ما يكتب من القصص القصيرة في مواقع التواصل الاجتماعي بأنها «غبار نت»، لا قيمة لها، ولا توجد فيها دهشة، وأشار القاص المليحان خلال أمسية قصصية بنادي حائل الأدبي، إلى قلة من يكتب القصة القصيرة، ونادر من يبدع فيها. وأضاف، بأن القصة لا تعتمد على مقطع ولا على جملة، وإنما هي معادلة رياضية، إذا أبعدت عنها كلمة اختلّ ميزانها. وعن تأسيسه وإشرافه على موقع القصة العربية، أوضح أنه دشّن الموقع على شبكة الإنترنت في مايو 1998، واستمر حتى آلان. وعرض المليحان بعض نصوصه على جهاز العرض، ليقرأها الحضور دون إلقاء منه، تصاحبها مقاطع موسيقية، ومنها نصوص: «منيرة»، «يد»، «ثلاثة». نصوص «البنت» البنت التي تلعب بالحبل في فناء البيت، وتضحك. ثم تقفز.. تقفز.. تقفز؛ لتمسك طرف سعفة النخلة القصيرة، وتضحك، ثم تقف في الباب المفتوح، وتنظر إلى الأولاد الذين يلعبون بالكرة في الباحة المقابلة، وتضحك. هي الآن في غرفة الدور الثاني، تربط جديلتيها الطويلتين في قضبان النافذة، وتطل على الباب المغلق، والنخلة الطويلة، والباحة الخالية، من خلف الزجاج المظلل! 25 أكتوبر2015
«سرب حمام» تبتسم الصغيرة بعينيها في نبضاته وهي تقول: كلها وردية، الحقيبة، الأقلام، والدفاتر. كلها مثل الورد! ثم تضحك كوردة. أخوها يقول: أنا، كلها زرقاء كالسماء. الأب يلتفت إلى الأخوين المراهقين الواقفين، فيقولان بتبرم: سوداء! يضيف أكبرهما: كل شيءٍ أسود! الأم وكأنها تقطر بالحب من يديها وهي تضمهما على قلبها. يميل الرجل نحوها ويعانقها، ويهمس في أذنها فيحمر وجهها وتنظر إلى نافذة صغيرة قريبة من السقف، حيث السماء زرقاء صافية. يخرج الرجل مليئاً بحبه، وحبوره، يشاهد سرب حمامٍ يطير، فيطلق فرحه نحوه. لم يمتعض وهو يتعدى المياه الآسنة في الزقاق المفضي إلى الشارع. جس جيبه وفرح بملمس النقود، وقال لنفسه: غدا المدرسة! وصل إلى المكتبة الصغيرة، وقدم طلباته إلى البائع بوضوح، فطفق عاملان يجمعانها. وقف عند الباب، كان الشارع ضاجّا بالسيارات والأصوات، ارتعد جسمه لصوت دوي غامض، أطل صاحب المكتبة وهو يقول: لعله خير! وأطلق ضحكة مرّة، وهو يبرم شفتيه ويقول: لقد تعودنا! حمل الرجل الأكياس، وأسرع وكأنه يركض. لم يلحظ أي طائر في الأعلى، وعند مدخل زقاقهم تساقطت من يديه أكياس الحقائب،الدفاتر، الأقلام، والألوان؛ ركض إلى كومة أحجارالبيوت التي أغلقت الزقاق، مرّ من فوق جسده المتكوم ظل ذيل طائرة تبتعد في السماء الزرقاء. 11نوفمبر 2017