أكدت دراسات أن على أرباب العمل بذل مزيد من الاهتمام بالصحة النفسية، عبر تبني برامج لرصد حالات التوتر والاكتئاب بين العاملين لديهم، وتقليل خسائرهم التي تقدر -على حد قول الباحثين الأميركيين- بمليارات الدولارات سنويا. وضمن الدراسات التي بحثت هذه القضية، دراسةٌ أجرتها جامعة «هارفارد» الأميركية، تقول، إنه يجب علاج هذه الحالات في وقت مبكر، أو على الأقل فحص الحالات التي تتعرض لحوادث «الصدمة»، كما أشارت منظمة الصحة العالمية في أحد تقاريرها إلى الصحة النفسية. اعتداءات وجرائم قتل يقول استشاري الطب النفسي الدكتور علي الزائري ل«الوطن»، إن الصدمة النفسية هي حالة من الأذى وعدم التوازن والاضطراب في المشاعر، والتي غالبا ما تؤدي إلى تأثير عقلي وجسدي ناتج عن رد فعل طبيعي للحدث الصادم. وأوضح أنه نتيجة عدم وجود تقييم نفسي للموظفين في القطاعين الحكومي والخاص، فبالتالي لا يوجد تعرف حقيقي على المشكلات النفسية بين الموظفين، الذين قد يصاب بعضهم باضطرابات خطرة دون أن ينكشف أمرهم. وأضاف، بأن الأمراض النفسية مثلها مثل الأمراض العضوية، يمكن أن تصيب أي شخص في أي وقت ودون أسباب أو مقدمات، وهذه تعرض بعض الموظفين في الشركات أو الجهات الحكومية إلى الخطر، كأن يعتدي موظف مريض على آخر ويهدد حياته، وتكرر مثل هذا الفعل في كثير من المناطق. ولوحظ في الفترة الأخيرة ظهور أخبار عن جرائم قتل وانتحار تحدث في بعض مقار العمل، يعاني مرتكبوها أمراضا نفسية معينة، وعادة لا يكتشف المرض النفسي إلا بعد وقوع الجريمة. تشريعات خاصة أكد الزائري أنه يمكن تفادي هذه المشكلة، بوضع تشريعات قانونية تفرض التقييم النفسي مثله مثل العضوي. وقال: يوجد كمّ هائل من المختصين في علم النفس من الجنسين لا يجدون وظائف، رغم أن المجتمع في أَمسّ الحاجة إليهم. كما لا يتوافر هؤلاء في المستوصفات أو المدارس وكذلك الشركات، لأنه لا يتم إلزام هذه القطاعات بهذا المسمى الوظيفي المهم جدا، والذي من شأنه توفير كثير من الأموال وحماية الموظفين. وتابع: أقترح أن يكون الأخصائي النفسي جزءا لا يتجزأ من كل مؤسسة في القطاعين العام أو الخاص، إضافة إلى تعيين الأخصائيين في أقسام الشرطة والمدارس والدوائر الحكومية، وذلك لتسهيل تعامل الناس فيما بينهم، وفرز الشخص المريض عن الطبيعي، وتعليمه مهارات نفسية تخفف عليه من ضغوطات العمل النفسية. رأي مخالف يخالف استشاري الطب النفسي، مدير إدارة الصحة النفسية والاجتماعية بصحة جدة الدكتور سهيل عبدالحميد خان، رأي الزائري قائلا: إنه بالفعل تكلف الأمراض النفسية دول العالم مبالغ طائلة، نتيجة القصور في الأداء وتدهور الإنتاجية، لكن التقييم النفسي لن يكشف لنا بسهولة عن صدق احتمالية إصابة الموظف في المستقبل بالاضرابات النفسية من عدمها. وأضاف، لا نستطيع دائما الحصول على تشخيص لكل الأمراض النفسية التي قد يكون الموظف مصابا بها، بالتالي يجب العمل بها فقط عند اللزوم، أو عند الاشتباه بوجود اعتلال نفسي. ونصح خان بأن يخضع الموظفون الجدد للتأهيل النفسي والتدريب السلوكي والفكري الصحي الناجح، وذلك للتعامل مع الضغوطات، ومع ما يمكن أن يؤدي إلى سوء الأداء وضعف الإنتاجية. عوامل تزيد من التوتر في أماكن العمل
زيادة الأعمال المطلوبة في وقت قليل أعمال مملة مكررة أو قلة العمل وزيادة الأفراد تدريب الأفراد أعلى من مستوى العمل أو أقل كثيرا من المطلوب التعرض لأحداث ومواقف تفوق طاقة الاحتمال
أبرز أعراض الاكتئاب أعراض نفسية مثل الحزن والأفكار السلبية السوداء والشعور بالذنب أعراض بدنية مثل اضطراب النوم والأرق وفقدان الشهية والشعور بالتعب إدمان الكحول والمخدرات