أكدت المديرة العامة الجديدة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة أودري أزولاي الجمعة أن أولويتها ستكون تهدئة الأجواء المتوترة في المنظمة والقيام بالإصلاحات المطلوبة. وقالت أزولاي في مقابلة مع وكالة فرانس برس إن على اليونيسكو «أن تظهر من خلال تصرفاتها أنها بصدد مواجهة تحديات العولمة». وأوضحت أزولاي البالغة 45 عاما، والتي تم تثبيت تعيينها الجمعة، أنها ستسعى «للتقليل من مستوى التوتر» لكنها اعترفت بأن التوتر «سيتواجد دائما». وخيم التوتر على انتخاب خليفة المديرة السابقة البلغارية ارينا بوكوفا، إذ أعلنت واشنطن، بعد سنوات من التوتر، عزمها الانسحاب من المنظمة التي اعتبرتها «معادية لإسرائيل» التي انسحبت هي الأخرى. وفي عام 2011، قرر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تعليق المساهمات المالية الأميركية لليونيسكو، التي توازي نحو 22 % من ميزانيتها، بعد انضمام فلسطين إلى المنظمة. وخلال السنوات الأخيرة، باتت اليونيسكو مسرحا لمواجهات دبلوماسية عربية إسرائيلية بعد أن نجحت الدول العربية في تمرير عدد من القرارات التي تنتقد إسرائيل. ففي يوليو الفائت، أشاد الفلسطينيون بإعلان اليونيسكو مدينة الخليل في الضفة الغربيةالمحتلة جزءا من التراث العالمي، الأمر الذي نددت به إسرائيل بشدة. وسيدخل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من اليونيسكو حيز التنفيذ أواخر العام المقبل، لكن واشنطن ستحتفظ بمقعدها في المنظمة بصفة مراقب. ميزانية واقعية قالت أزولاي التي شغلت منصب وزيرة الثقافة لنحو عام في عهد الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند «على اليونيسكو أن تبقي الباب مفتوحا، وتواصل العمل مع المجتمع المدني الأميركي». وتابعت «علينا استيعاب القضايا الخلافية فور ظهورها وإيجاد حلول مشتركة»، وتفادي القضايا التي لا يمكن لليونيسكو حلها «والتي ليس من دورها حلها أيضا». واعترفت بأن المنظمة المؤسسة قبل 72 عاما «تتعرض للشلل أو تصبح رهينة الخلافات التي ليس باستطاعتها حلها». وأوضحت ازولاي أن ميزانية اليونيسكو تتكون من مساهمات طوعية وإجبارية، مشيرا إلى أنها ميزانية «واقعية». وقالت «بالنسبة للميزانية الحالية، يجب أن نحدد المجالات الأكثر أهمية لعمل اليونيسكو». وأشارت إلى أن اليونيسكو «يمكن أن تتلقى دعما من شبكات أخرى، أو شراكات أخرى». وردا على سؤال حول النظرة لليونيسكو باعتبارها وكالة أممية من الدرجة الثانية لا تهتم سوى بقائمتها الشهيرة للتراث العالمي، قالت ازولاي إن هذه النظرة «فرنسية جدا». وأوضحت «حين تذهب لكوريا الجنوبية، اليابان، أو إفريقيا جنوب الصحراء، الناس يتحدثون بشكل أساسي عن التعليم حين يُذكر اسم اليونيسكو». وأضافت أن «التعليم هو التحدي الرئيسي للقرن الحالي، إنه أساسي. ربما اليونيسكو بعيدة عن الأنظار مقارنة بالوكالات الأخرى لأنها لا تبني المدارس، لكنها المرجع العالمي بالنسبة إلى محتوى التعليم».