نزل خبر وفاة نائب أمير منطقة عسير صاعقا على المرابطين في الحد الجنوبي الذين ذرفت دموعهم حزنا على أمير الابتسامة الصادقة، واعتصرت قلوبهم ألما على أمير الميدان والإنجاز، بكته جبال جبهات الربوعة وعلب وحصن الشهداء، وغرس أبطال الحد الجنوبي اسمه في قلوبهم ورسمته دماؤهم على ثراء الوطن الغالي، قبل نحته على صخور رقاباتهم، لم ينسوا مشاركة الفقيد لهم طعام الإفطار في رقابة أسعر في أقصى نقطة على الحد الجنوبي خلال زيارته للشريط الحدودي في شهر رمضان الماضي، سيظل إفطار يوم الثلاثاء ال18 من رمضان محفورا في ذاكرة ضباط وأفراد قطاع حرس الحدود بظهران الجنوب، ومروره على جميع أفراد الرقابة والسلام عليهم والاطمئنان عليهم والسماع منهم ولطلباتهم، بل وتوزيعه الماء والتمر عليهم في صورة إنسانية ستبقى في ذاكرة هولاء الأبطال، لم يعر العدو وقذائفهم اهتماما، ولم يرضخ لنصائح قادة وحراس موكبه بضرورة العودة والخروج من نقاط التشابك، وكان رده في كل مرة صاعقا ومزلزلا «وهل أرواحنا أغلى من أرواح هؤلاء الأبطال» أدق التفاصيل قائد قطاع حرس الحدود بظهران الجنوب السابق العقيد خميس الزهراني أطلق على الفقيد لقب «الأمير الإنسان»، وقال إن ابتساماته ومشاعره الصادقة مع المرابطين ومداعبتهم والقرب منهم لن تنسى، وأضاف أن الفقيد حرص على الاطلاع على أدق التفاصيل فيما يتعلق بسير المعارك، وأصر على دخول إحدى الرقابات في مركز علب والاستماع إلى قادة الجبهات فيما يتعلق بالخطط ومواجهة العدو، وذكر العقيد الزهراني أن كلمات الفقيد التي وجهها للمرابطين من أقصى نقطة على الحد الجنوبي ستظل راسخة ونبراسا لهم في مواجهة ميليشيا العمالة والغدر. كلمة الفقيد للمرابطين «نحمد الله أن سخر لنا قيادة حكيمة ووطنا آمنا في كل اتجاهاته، فالمواطن الذي يبعد عن الشريط الحدودي كيلومترات معدودة يعيش في أمن واستقرار ورخاء، لقد لمست عن قرب المعنويات العالية التي يتمتع بها الجندي السعودي في كل ميادين البطولة والشرف، وأن الجنود البواسل يستحقون منا كل الدعاء بالنصر المؤزر في كل صلاة وفي كل سجود، فهؤلاء هم رجال المملكة الذين نفتخر بهم، فقد تركوا أولادهم وبيوتهم دفاعا عن حياض الدين والوطن».