تلقت أجهزة الاستخبارات الغربية مؤخراً صفعة قوية عندما نجح محتال ادعى أنه مسؤول كبير في حركة طالبان في خداع مسؤولين غربيين وأفغان وإقناعهم أنه مخول بالتفاوض باسم الحركة. وكشفت صحيفة " تايمز" البريطانية أن عملاء في جهاز الاستخبارات البريطانية (إم آي 6) دفعوا مئات آلاف الدولارات للطالباني المزيَّف، ونقلت الصحيفة عن مسؤول أفغاني قوله إن أجهزة الاستخبارات البريطانية أبدت سذاجة واضحة عندما صدَّقت أن هذا الرجل هو الملا أختر محمد منصور، الوزير السابق في حكومة طالبان والمساعد الأول للملا عمر. ونسبت الصحيفة إلى الموفد الأميركي السابق إلى قندهار بيل هاريس قوله إن مسؤولية الخطأ لا يتحملها البريطانيون وحدهم، لأن "حماقة من هذا النوع تكون عادة نتيجة عمل جماعي", وقالت صحيفة " الجارديان" البريطانية إن قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) كانت قد تمكَّنت في يناير الماضي من اعتقال الملا محمد أمين الله، أحد قادة طالبان البارزين، لكنها أطلقت سراحه بعد الاتفاق معه على الاتصال بالملا أختر محمد منصور للتفاوض مع الحكومة الأفغانية، لكن ما حدث هو أن كابول حصلت على مفاوض مزيَّف. وقد انكشفت الخدعة في الاجتماع الثالث الذي حضره شخص يعرف الملا منصور جيداً ونبَّه الحاضرين إلى زيف ادعاء المحتال. وقد نشرت مجلة "فورين بوليسي" في أواخر نوفمبر المنصرم تقريراً ذكرت فيه خمسة حوادث احتيال شهيرة أخرى وقعت في التاريخ الحديث.