تعمد بعض الأسر إلى خلع أضراس أطفالها بطرق بدائية، قد تتسبب في أضرار صحية، مرددين عبارات شعبية عند خلع الضرس ورميه، وذلك رغم توفر الجهات الصحية التي يمكن أن تقوم بذلك بطريقة طبية آمنة، وتختلف طرق الخلع من أسرة لأسرة، فهناك الخيط الذي يُربط به الضرس، ويسحب بكل قوة، وكذلك استخدام الزرادية، أو أصابع اليد بصورة عنيفة تؤذي الطفل صحيا ونفسيا. تقول أم فهد إنها تقوم بخلع أسنان أطفالها في المنزل مستخدمة المناديل وأصابعها، وأنها لم تذهب بهم إلى طبيب الأسنان إلا عندما أخذت أسنان بعضهم في التآكل والتسوس، مشيرة إلى أنها ترى أنه لا داعي لطبيب الأسنان، طالما بالإمكان خلع هذا الضرس بالمنزل. وبينت رائدة أحمد (ربة منزل) أنها عُرفت في عائلتها بأنها هي التي تملك القدرة على خلع أسنان الأطفال في عائلتها، وتقول "بعد الخلع أردد "يا عين الشمس خذي ضرس "فلان" وأعطني ضرس غزال"، ويعتقد الكثيرون أنني حينما أردد هذه العبارة التي تعتبر تقليدا تعارفت عليه الأسر والمجتمع منذ القدم أن أسنانهم ستكون بالفعل قوية، وسوف تصطف كحبات اللؤلؤ"، مشيرة إلى أن ترديد هذه العبارة عقب خلع الأسنان اعتقاد ظل سائدا بين بعض الأسر إلى وقتنا الحاضر. عن تلك الطرق البدائية وتأثيراتها على صحة الطفل يقول أخصائي جراحة الفم والفكين بعيادات غسان نجيب فرعون الدكتور هيثم نصرت أن "هذه الطرق كانت تستخدم قديما، ولكنها غير محمودة، إذ زادت من الصورة السيئة لطبيب الأسنان لدى الأطفال، حيث أصبح الألم الذي يعانيه الطفل عند خلع أضراسه بالمنزل هو المسيطر عليه، معتقدا أن هذا هو الوضع الذي سيكون لدى طبيب الأسنان". وأشار إلى أن بعض الأسر مازالت تستخدم هذه الطرق وتقوم بتسلية الطفل، وإلهائه إلى أن يتم تثبيته، وخلع ضرسه، مضيفا أن "هذه الطريقة تسبب ألما شديدا للطفل، وخاصة مع عدم وجود تخدير موضعي، مما قد يسبب أضرارا صحية، فقد يكون هذا الضرس مرتبطا بالنسج اللثوية، ويتسبب خلعه بهذه الطرق البدائية نزفا شديدا عند تمزقه، كما أن الأدوات التي تستخدم من قبل الأسرة عند خلع الضرس مثل الخيط والزرادية ونحوها أدوات غير معقمة وغير نظيفة". وقال أخصائي الأسنان إن هذه الطرق تدعم لدى الأطفال المفهوم الخاطئ عن طبيب الأطفال، إضافة إلى أن بعض الأسر للأسف عادة ما تستخدم أسلوب التهديد للأطفال بعبارة مشهورة هي "إن لم تكن عاقلا فسوف أذهب بك لطبيب الأسنان"، أو "تصرف بأدب وإلا إبرة طبيب الأسنان تنتظرك". وأشار الدكتور نصرت إلى أن الأطفال يحتاجون في هذه المرحلة إلى دعم وزرع لمفاهيم سليمة وصحيحة عن طبيب الأسنان، وألا يتم خلق رعب وذعر ورهاب في المنازل للأطفال، ويكون الضحية طبيب الأسنان. وبين أنه ينبغي لكل أسرة أن تضع في برنامجها الأسري مفهوم المراجعة الدورية لدى طبيب الأسنان، إضافة إلى أنه ينبغي أن نذكر أمام الأطفال النواحي الإيجابية لطبيب الأسنان، حتى يعلم الطفل أن الطبيب هو الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يخلصه من الألم الذي يشعر به عند وجود أي خلل بأسنانه، مضيفا أن هذا الدور لا يقع عبئه على المنزل والأسرة فقط، وإنما أيضا للمدرسة دور كبير في تثقيف الطفل والمجتمع بأسره عن دور طبيب الأسنان، وهذا التثقيف المدرسي والأسري والإعلامي يقضي على فكرة الرعب والألم لدى طبيب الأسنان. وأوضح أخصائي الأسنان أنه ينبغي على الأم والأب إذا شاهدا أي خلل في أسنان أطفالهم أن يذهبا به إلى طبيب الأسنان مباشرة، وعدم اجتهاد أفراد الأسرة في خلع أضراس أطفالها، فبالإضافة إلى نزف اللثة الشديد قد يكون تحت هذه الأضراس أورام دموية، أو أن الطفل يعاني من مشكلة في الدم، وتحدث مع هذا التقليد والعادة السيئة أمور لا تحمد عقباها. وأشار إلى ضرورة قيام الأم والأب بتفريش أسنان أطفالهما إذا كانوا يعانون من مشكلة دموية كسيولة الدم مثلا، وأن يكون التفريش بحذر شديد ، أو أن يدربا طفلهما الذي يكون مصابا بالسيولة على تفريش الأسنان بحذر. وبين أنه ينبغي الذهاب بالأطفال إلى طبيب أسنان خاص بالأطفال، وليس أي طبيب، لأن التخصص مفيد جدا للطفل، حيث يستطيع الطبيب الخاص بأسنان الأطفال أن يتعامل مع الطفل نفسيا، وخاصة أولئك الأطفال المشاكسين والخائفين، ويسيطر عليهم، وحتى لا يحدث لدى هولاء الأطفال تجربة سيئة عند الذهاب بهم إلى أي طبيب للأسنان. وعن فرشاة الأسنان التي يستخدمها الأطفال أشار الدكتور نصرت إلى أن النوع الجيد من فرش الأسنان مطلوب جدا، وقال إنه على الأسرة حينما تقوم بشراء الفرشاة أن تنظر لاسم الشركة، فهناك شركات جيدة لإنتاج هذه الفرش، وهناك شركات رديئة الإنتاج، على أن يكون لهذه الفرش غطاء يسهم في المحافظة عليها، وأوضح أن هناك عمر افتراضي لكل فرشاة. وأضاف أنه ينبغي أن يتعود الطفل على كيفية المحافظة على فرشة الأسنان، إما بحفظها في صيدلة المنزل، أو في مكان نظيف يستوفي شروط النظافة، وقد يكون الحفظ في محلول معقم، أو له رائحة وطعم كالفواكه مثلا، محذرا من وضع جميع الفرش في هذه المحاليل، بل ينبغي أن يكون كل طفل له محلوله الخاص به، ليحفظ فيه فرشاته الخاصة.