سياف أباالخيل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فهي وسيلتنا الأولى للتواصل وتناقل الأخبار والمعلومات حول العالم. مَن منا لا يقضي الساعات الطويلة أمام شاشة هاتفه الذكي، أو حاسبه الشخصي، ويقوم بكثير من الدردشات، ويتصفح كثيرا من المواقع، ويحصل على ما يحتاجه من المعلومات بكل بساطة وسرعة!. لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي سهلت حياتنا، وفتحت أمامنا كثيرا من السبل والفرص الجديدة، وأصبحت أداة بين أيدينا لا يمكننا الاستغناء عنها. إن هذه الأداة كغيرها عندما يُساء استخدامها ستسبب أذية وضررا على مختلف الأصعدة. فإن هذه المواقع تتيح للمستخدمين النشر بحرية ودون رقابة تذكر، وما أكثر الأخبار الكاذبة العارية عن الصحة التي انتشرت خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ووصلت إلى شريحة كبيرة من رواد هذه المواقع. إن تطبيق «واتساب» أحد أشهر وسائل التواصل، ولعله تطبيق الدردشة الأكثر استخداما للسهولة الكبيرة التي يقدمها في التواصل، خلال الرسائل أو الصوت أو حتى الفيديو، مما يجعله منبرا لا يستهان به لتبادل الأخبار والمستجدات، لا سيما مع الأصدقاء والأشخاص المقربين. مع ظهور تطبيق «واتساب» وانتشاره على الهواتف المحمولة، أخذت الإشاعات تزداد وتسيطر على المشهد اليومي، فهذا يرسل خبر وفاة كاذبا، وذاك يؤكد صدور قرارات من جهات رسمية، أو انتشار مرض ما، وغيرها من الأخبار الكاذبة، ويؤكد ناشرو هذه الأخبار صحتها، ويزعمون أنها من مصدر موثوق. إن تداول الأخبار والمعلومات غير الصحيحة أصبح منتشرا هذه الأيام، خصوصا على «واتساب»، وللأسف إن المتلقّين لتلك الإشاعات لا يركزون على المحتوى، ولا يحاولون التأكد من مصداقية ما وصلهم، فهم يستقبلون تلك الإشاعة ثم يرسلونها، وهكذا. يمكننا القول، إن هذه المشكلة أصبحت مرضا اجتماعيا تفشى في مجتمعاتنا، مصحوبا بقلة الوعي، إضافة إلى الانسياق وراء المحتوى المسلي، بغض النظر عما يحمله من أذية ربما تلحق بالآخرين، وحتى بالشخص نفسه أحيانا. إن الفراغ الثقافي في المجتمع يلعب دورا مهما في هذا الموضوع، لا سيما بين المراهقين والشباب، فلا بد من نشر التوعية المجتمعية، ونشر ثقافة القراءة الناقدة، والتحري من صحة ما نقرأ، وتحكيم العقل والمنطق، والتحقق من مصداقية الكلام ومصادره، فما أكثر ضحايا الأخبار الكاذبة الذين اتخذوا قرارات غير صائبة غيّرت مجرى حياتهم بناء على إشاعة عارية عن الصحة، فلا بد لنا في النهاية من أخذ الحيطة والحذر، وتكذيب ما يردنا من أخبار غير صحيحة، بعد التأكد والتحقق من مصدرها، وذلك تجنبا لما يترتب عليها من أخطار علينا وعلى غيرنا من أبناء المجتمع.