ربما الإنجاز الذي حققته المبدعة الموهوبة فاطمة الشيخ الأبرز في سماء الإبداع والتميز لعام 2017 على الصعيد العلمي والتعليمي للوطن العزيز المملكة العربية السعودية، وهي لم تتجاوز 19 ربيعاً، فلنا الفخر، فكرة البحث الذي قدمته فاطمة هو عن الأعشاب الطفيلية الجذرية التي تسبب أضراراً جسيمة اقتصادية واجتماعية بتدميرها للحقول الزراعية. وجاء هذا البحث نتيجة التخلص النهائي من البذور الطفيلية في التربة باستخدام مركب كيمائي مبتكر ويسير التكلفة، وينظف التربة من هذه البذور، وتم تطبيق هذا المركب على 9000 بذرة و20 نبتة زراعية. إن هذا التكريم جاء نتيجة برنامج موهبة وهو إحدى ثمرات البرنامج الوطني للتعرف على الموهوبين، ولهذا كانت جهودها لصالح علوم النبات في مشروعها «المبتكر كارل2 في إنبات البذور الطفيلية»، الذي فازت به بالمركز الثاني في مجال علم النبات بمسابقة «إنتل» الدولية للعلوم والهندسة (INTEL ISEF) للعام 2016 في الولاياتالمتحدة. من المهم أن ندرك أن هذه الإنجازات لا تأتي عبثا وإنما بدراسة وتخطيط وفق رؤى علمية وفنية تأخذ في الحسبان المعايير الدولية للمتفوقين ومن يحملون ذكاء وموهبة معاً، وكما هو معروف دولياً فإن كل موهوب ذكي وليس كل ذكي موهوبا، الموهوب مبدع في شيء معين والذكي متفوق في أغلب المواد، وهنا يكمن الفارق. واقعاً ليس مستغرباً على الموهوبة فاطمة الشيخ هذا الإنجاز فهي ابنة واحة الأحساء المبدعة بيئة التميز والإبداع والشعراء والمتفوقين على مستوى المملكة والخليج والعالم العربي والدولي، فالحب والتضحية والعلم شعارهم، وهذا الإنجاز لن يكون الأخير بكل تأكيد، فنحن في انتظار المزيد من التفوق. وبالتالي من المهم أن نطرح السؤال الأهم ماذا بعد؟ والجواب يكمن في الاستمرارية حول متابعة البحث العلمي بالتواصل مع الجامعات المحلية أو الدولية، بالتعاون مع وزارة التعليم فرع الابتعاث الخارجي، ولا يشك أحد في أن الدولة ستقف قلبا وقالبا مع فاطمة وغيرها في تحقيق الرفعة لهذا البلد المعطاء، وكما نقل لي فإن جامعة أميركية وهي براون أبدت استعدادها لقبولها ومتابعة دراستها هناك. كم نحن فخورون بك وبكل موهوب ومبدع سعودي.