في وقت استكملت وحدات الجيش اللبناني انتشارها على الحدود اللبنانية - السورية، بعد خلوها من عناصر تنظيم داعش، شهدت دوائر لبنانية سجالا سياسيا حول دور حزب الله في معركة «فجر الجرود» ضد التنظيم، وتفاوضه مع عناصر إرهابية هددت أمن لبنان، خطفت وقتلت ثمانية من العسكريين اللبنانيين. وأعربت كتلة المستقبل النيابية عن استنكارها لما وصفته ب«الموقف المخادع» الذي اعتمده حزب الله خلال معركة فجر الجرود، مشيرة إلى أن الحزب لم يكن يهمه خلال المعركة إلا مصلحته ومصالح إيران والنظام السوري، كما بدا أنه يخشى تعزيز قوة الجيش اللبناني لإبقاء الدولة اللبنانية ضعيفة تحت جناحه وإملاءات نظام الولي الفقيه. ترقب الداخل طرحت الدوائر اللبنانية العديد من الأسئلة حول ما ينتظر لبنان بعد تطهير حدوده من تنظيم داعش وأي دور للجيش اللبناني وحزب الله خلال الفترة القادمة، وقال المحلل السياسي يوسف دياب في تصريح خاص إلى «الوطن»، إن هناك ترقبا أمنيا في الداخل اللبناني من وجود خلايا نائمة بعد تطهير الحدود اللبنانيةالشرقية من تنظيم داعش التي قد تستيقظ في أي لحظة لتنفذ عمليات انتقامية ردا على عملية فجر الجرود التي قام بها الجيش اللبناني. وأضاف أنه رغم هذا الإنجاز المهم للدولة والجيش اللبناني فهناك تساؤلات عن قبول حزب الله أن يستثمر الجيش اللبناني انتصاره في الداخل لتكريس معادلة الدولة القوية القادرة بقواها العسكرية، وقال «أشك في ذلك لأن الخطوات التي أقدم عليها حزب الله في المرحلة الأخيرة من معركة فجر الجرود حين أطبق الجيش اللبناني على تنظيم داعش في الجرود من تفاوض واتفاقات مع التنظيم وصولا إلى تسهيل خروجه من المنطقة وضعت الكثير من علامات الاستفهام»، وأكد دياب على استمرار هيمنة الحزب على السلاح الخارج على الشرعية وتحكمه في مصير لبنان، لافتا إلى مواصلة حزب الله استقواءه على الحكومة والترويج بأنه من حقق الانتصار على داعش وليس الجيش اللبناني وهو من يحمي لبنان بدلا عن الدولة. القرصنة على دور الجيش أرجع دياب سلوك حزب الله في القرصنة على دور الجيش والدولة حتى يبرهن لبيئته الحاضنة أنه حامي لبنان والمؤتمن على الأمن والاستقرار، وهو من حفظ كرامتهم وإلا أصبحوا أسرى وسبايا لدى داعش. وقال «إن حزب الله يحاول أن يستثمر وجوده في سورية ولبنان واستغلال ورقة العبث بالأمن في المنطقة من أجل إيران التي لم تضمن حتى الآن حصتها في الشرق الأوسط الجديد، وتحديدا في سورية، وبالتالي تعتمد على حزب الله أو ذراعها الأمني العسكري لخلط الأوراق إلى حين قطف ثمار انخراطها في الحروب في المنطقة». وحول دور الجيش اللبناني بعد انتصاره في معركة «فجر الجرود» على تنظيم داعش، رأى دياب أن حزب الله لا يريد سوى أن يكون «شرطيا داخليا» على أن تترك له مسألة حماية الحدود حتى يبقى على ورقة قوية في يده داخل بيئته الحاضنة، مضيفا أنه لم يعد حزب الله معنيا بأمن لبنان وتحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية، بل بات ينظر إلى نفسه كقوة إقليمية قادرة على لعب أدوار أمنية في الخليج وسورية والعراق واليمن وأميركا اللاتينية وإفريقيا كي يقول للقوى في المنطقة إن جانبهم لن يرتاح في كل بقاع الأرض حتى توافق على التحاور مع إيران.
أهداف الحزب استمرار الهيمنة على السلاح مواصلة استقوائه على الحكومة الترويج بأنه يحمي الدولة تحكمه في مصير لبنان العبث بأمن المنطقة من أجل إيران