حقق السوداني «فضل الله عمر» حلمه بتأديته مناسك الحج لهذا العام بعد استشهاد ابنه النورين في الحد الجنوبي هذا العام، حيث تحقق حلمه بعد المكالمة التي تلقاها من الشؤون الدينية في الخرطوم بانضمامه إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين وتأدية الفريضة، فيما اختصر القدر حياة ابنه من السودان لجازان. وخلال العقود السبعة التي عاشها فضل الله كان حلم عمره أداء فريضة الحج، وهو يقول ل«الوطن» بعد دموع الفراق على ابنه الوحيد «النورين» التي لا تتوقف: رزقني الله بابن بار بوالديه، ثم فارقت أمه الحياة وهو على مقاعد الدراسة الثانوية، وبعد أن اشتد عوده وانحنى عودي التحق بالجيش، وأصبح يعينني على مساعدة شقيقاته. وأضاف، خدم «النورين» في الجيش السوداني، ووصل إلى رتبة رقيب، ووقع عليه الخيار للمشاركة مع قوات التحالف بالحرب ضد ميليشيات الحوثي، وغادرنا إلى المملكة ونحن نعتصر ألما وننتشي فخرا، فيما اضطررت للتركيز على بيع المواشي لمواجهة ظروف الحياة. ويتابع الحاج حديث المنعطف الأخير في حياة «النورين» قائلا: كان ابني يتصل بي وبشقيقاته الخمس مرة كل أسبوع، وكان يطمئن على أحوالنا بإلحاح، وفِي مساء يوم 21 رمضان الفائت اتصل بي مطمئنا كعادته إلا أنه قال هذه المرة: أنت موعود هذه السنه بالحج بإذن الله..!، وكررها مرارا، وكنت أردد: بإذن الله، وأتممنا المكالمة، وفِي الغد وردنا اتصال من والي القرية يخبرني باستشهاد «النورين». ويصف والد الشهيد سبب دفن ابنه في مقبرة البقيع ب«المكرمات»، مشيرا إلى أن «النورين» كثيرا ما يمنّي النفس بالدفن هناك، وبالفعل كان له ما أراد. وقال: «وكان لي ما لم أتوقعه في دنياي، فتم اختياري ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسيتحقق الحلم الجديد بزيارة قبر النبي في المدينةالمنورة. وقدم «فضل الله عمر» شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على هذه المبادرة التي أسعدت أسر الشهداء وذويهم من المشاركين في عاصفة الحزم وإعادة الأمل من دولة السودان، داعيا الله أن يحفظه ويجعله ذخراً للوطن العربي والأمة الإسلامية.