مات الطفل محمد، وغابت الضحكة وسكنت الحركة فوق مقعده الدراسي في مدرسة نمرة الابتدائية بالعرضيتين .. أسئلة زملائه في الطفولة والدراسة لم تستوعب حتى الأمس حكاية موته فانطلقوا يسألون: هل صحيح أنه لن يعود إلينا أبدا بابتسامته ومرحه؟ في حين عجز معلموه عن الإمساك بدموعهم ووزن أصواتهم، فبكوا وتحشرجت كلماتهم وهم يتأملون سكون كرسيه وفراغ طاولته وكتبه التي لن تفتح أبدا. واغتالت نافذة مفتوحة في الدور الثالث من عمارة سكنية الطفل محمد غرم الله الشمراني، هناك شجعته طفولته وفضوله فنظر إلى السماء والأرض نظرة أخيرة، وفجأة فقد توازنه فسقط، ومات أول من أمس. وحكى عم الطالب المتوفى علي أحمد الشمراني تفاصيل الواقعة ل"الوطن" أمس، قائلاً إن (محمد) البالغ من العمر سبع سنوات جلس بعد عودته من مدرسته على طرف نافذة المجلس غير المسورة، وحينها اختل توازنه وسقط أرضاً من الدور الثالث أثناء عودة أبيه من العمل، مضيفا :"ولأن العرضيتين ليس بها مستشفى عام اضطر أبيه أن يسافر به لمدينة الباحة، ولكنه لم يلبث طويلا بعد وصوله مستشفى الملك فهد ليفارق الحياة تاركاً وراءه حزن عائلة لم تعتاد أن تفارقه إلا لحظة الذهاب للمدرسة". وأمس، لم تذق أفواه زملائه الأطفال لذة الأكل في فسحتهم بالمدرسة ومحا الحزن على فراقه من على وجوههم ابتسامتهم البريئة فربطهم على كراسيهم وسقطت دموعهم كمعلميهم بحسب مدير مدرستهم موسى العرياني، في حين طالب المشرف التربوي عيضة الزهراني بتهيئهم ومساندتهم ليتماسكوا وهم ينظرون إلى فراغ الكرسي الثاني حيث كان يجلس "محمد". وأكد مدير شرطة نمرة التابعة لمحافظة القنفذة الملازم أول محمد علي الشمراني الذي باشر الحادثة أن القضية سلمت للدفاع المدني لإنهاء إجراءات تسليم جثمانه لأهله بعد التأكد أن الحادثة ليست جنائية.