أحدثت تصريحات المبعوث الأميركي الخاص للتحالف الدولي ضد داعش، بريت ماك غورك، حول سيطرة قوات سورية الديمقراطية «قسد» على نحو 45% من مدينة الرقة السورية، جدلا وسط المراقبين للأزمة في سورية، وذلك بالتزامن مع القلق التركي الذي تمت ترجمته بتعزيز القوات العسكرية على الحدود الجنوبية أول من أمس. وكان غورك قد أكد وجود التنسيق العسكري مع روسيا في سورية، مشيرا إلى أن التحالف أعد خططا لمرحلة ما بعد استعادة مدينة الرقة من داعش، وهي التصريحات التي اعتبرها محللون غامضة كونها لم تحدد الجهة التي ستتولى إدارة المناطق المحررة، وسط مخاوف من احتمالية تزايد الانتهاكات بحق المدنيين. انتهاء النفوذ الجنوبي يأتي ذلك في وقت أكد فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات «قسد» أصبحت على بعد مئات الأمتار من المقر الرئيسي لتنظيم داعش في الرقة، مشيرا إلى أن الوجود الداعشي في الأحياء الجنوبية للرقة يعتبر منتهيا، عقب التقاء القوات القادمة من جهة الشرق مع نظيراتها من جهة الغرب. ويحاول عناصر التنظيم المتشدد استغلال المدنيين لاستعمالهم كدروع بشرية، فضلا عن الاستخدام المكثف للألغام والسيارات المفخخة، والطائرات المسيرة، في وقت أعلن التحالف الدولي عن إعداده قاعدة بيانات تضم نحو 19 ألف اسم من مقاتلي التنظيم تم تجميعها من عدة مصادر ويتقاسمها التحالف مع وكالة الشرطة الدولية «الإنتربول» تحسبا لعودة هؤلاء إلى أوطانهم. انتصارات الميليشيات أحدثت هذه الانتصارات الميدانية للميليشيات الكردية قلقا متزايدا لدى تركيا وإيران في ذات الوقت، حيث عززت أنقرة من قواتها أول من أمس على الحدود الجنوبية مع سورية، وشملت نقل مدفعيات ودبابات إلى المناطق الحدودية ليلا، فيما تخشى طهران من احتمالية نقل التحركات الكردية في المنطقة إلى الداخل الإيراني، حيث تواجه الأقليات الكردية قمعا متزايدا من النظام.وكانت وكالات تركية مطلعة قد أكدت إرسال الجيش التركي مدافع ودبابات ومركبات عسكرية إلى إقليم كلس الحدودي المقابل لمنطقة عفرين السورية التي يسيطر عليها الأكراد، فيما كشف مسؤولون أكراد أن العناصر الكردية اشتبكت مع الأتراك وحلفائهم من المعارضة السورية المسلحة في الأسابيع القليلة الماضية في المنطقة. التوتر مع واشنطن ماتزال أنقرة تبدي الاستياء والتحفظ على الدعم الأميركي للميليشيات الكردية في سورية، حيث تخشى أنقرة من أن التحرك الكردي والتقدم الميداني للأكراد يمكن أن ينعكس سلبا على أمنها القومي وتبدأ المطالب بإنشاء أقاليم كردية منفصلة. وكان الرئيس التركي رجب طب إردوغان، قد صرح أول من أمس، بأن الميليشيات الكردية تغير اسمها بين فترة وأخرى خوفا من الملاحقة -حسب وصفه-، متعهدا ملاحقتها حتى في سورية والعراق، في وقت أطاحت التغييرات التي فرضها على المناصب العليا من الجيش التركي، بقيادات بارزة، وتم استبدالها بقيادات أخرى خوفا من تكرار محاولات الانقلاب وهيمنة العسكريين على مفاصل الدولة المدنية. أسباب القلق * تهديد الحدود التركية * المطالبة بأقاليم انفصالية * الدعم الأميركي اللامحدود * إمكانية حدوث الانتهاكات