فيما التزمت المملكة بتقديم كافة التطعيمات الأساسية عبر مستشفياتها ومراكز الرعاية الصحية المنتشرة في مناطقها، كشف تقرير أممي جديد نشرته منظمتا الصحة العالمية واليونيسف أن 64 دولة من أصل 195 لم تتمكن من الالتزام بتقديم هذه التطعيمات إلى أطفالها. ويركز التقرير على اللقاح الثلاثي البكتيري، وهو لقاح مهم يقي الأطفال من الدفتيريا «الخناق» والتيتانوس «الكزاز» والسعال الديكي «الشاهوق»، واعتمد عام 1949. تطعيم 90 % من أطفال العالم تهدف منظمة الصحة العالمية إلى تطعيم 90% من أطفال العالم بهذا اللقاح الثلاثي، وهو عبارة عن سلسلة من ثلاثة حقن خلال فترة مدتها 4 أشهر، بدء من عمر 6 أشهر. تلك النسبة 90% ليست مهمة من أجل وقاية الأطفال من هذه الأمراض الخطيرة فحسب، وإنما تلك النسبة من الأطفال الذين يتلقون اللقاح الثلاثي مؤشر جيد لمدى ما تقوم به الدول في اللقاحات الأخرى. حيث يعتبر هذا اللقاح أحد أكثر اللقاحات الأساسية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وهو اللقاح الأول الذي يتلقاه الأطفال. عالميا ومنذ عام 2010، فإن 86% من الأطفال يتلقون جميع الثلاث حقنات من هذه الوقاية الروتينية، ويوجد هناك 1 من بين 10 أطفال يحصلون على هذه الجرعة الأولى. يقول التقرير إن 64 دولة لم تستطع تحقيق هدف ال90 %، ولا يزال أمام العديد منهم مشوار طويل، فثمان دول أنهكتها الحروب مثل جنوب السودان وسورية لم تكن قادرة على تطعيم حتى 50% من الأطفال بهذا اللقاح الثلاثي. الحرب هي العدو سورية ما هي إلا مثال واحد يوضح تسبب الحرب في جعل تطعيم الأطفال أمرا أكثر صعوبة. منذ عام 2011، تسببت الحروب الأهلية في تدمير المستشفيات والعيادات، وكذلك دمرت الطرق التي توصل اللقاحات عبرها إلى هذه المنشآت الصحية. في 2010، كان معدل تطعيم اللقاح الثلاثي 89% ولكن في 2016 انخفض ليصبح 61%. من بين الدول الثمانية ذات الأداء الأضعف، فإن الرقم منغمر في الحروب المستمرة في جزء من الدولة على الأقل، بما في ذلك جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ونيجيريا وجنوب السودان وسورية وأوكرانيا. الفقر معضلة أخرى يقول موقع الراديو الوطني الأميركي إنه يوجد في الهند 88% من الأطفال يحصلون على اللقاح الثلاثي. وهذا تقريبا يحقق هدف منظمة الصحة العالية. ولكن في الأحياء الفقيرة قد يكون معدل التطعيم أقل بكثير. وهذا الأمر يحدث في الكثير من الدول الأخرى مثل كينيا وباكستان. على الجانب الآخر لا يعتبر الفقر عائقا بشكل دائم، فتنزانيا مثلا تعتبر دولة فقيرة نسبيا، ولكن تمكنت من الحفاظ على معدلات تطعيم 85% لأكثر من 25 سنة. وتمتلك هذه الدولة الرغبة السياسية كي تجعل من التطعيمات أولوية أساسية. اللقاحات الجديدة تحقق تقدما يعتبر اللقاح الثلاثي الوحيد الذي يحظى بمتابعة منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف. وقال الباحثان ناندي وأوكو بيلي إنهما متفائلان حيال اللقاحات الجديدة – للالتهاب الرئوي والفيروس العجلي – اللذين يسببان الإسهال. هذه الأمراض تعتبر من بين الأمراض القاتلة للأطفال الذين تصغر أعمارهم عن 5 سنوات. يذكر أن السعودية اعتمدت الكثير من الإجراءات التي تضمن أن تطعم الأسر أبنائها مثل المنع من التسجيل في المدارس إلا بشرط اكتمال التطعيمات، وعدم استخراج شهادات الميلاد إلا باكتمال هذه التطعيمات.