قال المستشار الاجتماعي والأسري حجي بن طاهر النجيدي: إن المجتمعات الغربية لا تتحفظ على الاعتراف بوجود ظاهرة العنف الأسري, لذلك من السهل على الباحثين الغربيين دراستها والحصول على أدق الأرقام, ومن ثم يقوم الباحث فيها بعمل الدراسات عليها، وإيجاد الحلول. وأضاف: لهذا السبب يوجد في المجتمعات العربية والخليجية على وجه الخصوص شح كبير في إيجاد المعلومة الرقمية، وهذا يعتبر تسترا على مجرمي العنف ضد الإنسانية سواء كانت الضحية طفلا أو امرأة أو مسنا. وأشار النجيدي، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس في ورشة عمل "العنف الأسري ضد الأطفال والمرأة"، والتي نظمتها جمعية الرميلة الخيرية في الأحساء، إلى أن من بين أسباب العنف، الجوانب النفسية والتي عادة ما تكون إفرازات لقلة الإمكانيات المادية، أو بسبب المخدرات، أو ضغوط العمل التي تواجهها الأم أو الأب، مما ينعكس على الأبناء، أو على معاملة الزوج للزوجة، الأمر الذي يدفع إلى ممارسة العنف، وقد تكون كذلك نتيجة لبعض الإسقاطات الأسرية التي قد يتعرض لها الأب أو الأم في حياتهما من عنف مورس عليهما". وتطرق النجيدي إلى الآثار السلبية السلوكية والنفسية من ممارسة العنف على الأطفال وانعكاسه على المجتمع. موضحا أن من مورس عليهم العنف غالبا ما يمارسونه على الآخرين، أو على أنفسهم، مما يؤدي إلى مضاعفة الخطورة، مما يحتم معالجة حالات العنف ومنع حدوثها. مبينا أن العنف الأسري يتسبب في حدوث الانتحار، والاكتئاب، وفقدان الثقة بالنفس، والهروب من المنزل، والانحراف السلوكي، والأمراض النفسية والعقلية، وتبقى ذكريات العنف ماثلة أمام أعين من تعرض لها، مما تجعله في أي لحظة ينفجر بممارستهما. ونوه النجيدي بأهمية بعض النصائح والإرشادات، والتي من بينها فن الحوار الأسري المهم جدا، وكذلك التعامل مع القضايا الأسرية بعقل وحكمة دون انفعال.