بدأت أسواق الطاقة الأوروبية تشعر بآثار تصعيد الخلاف الدبلوماسي في الشرق الأوسط، بعد ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، عندما حوّلت ناقلتان مليئتان بالغاز الطبيعي المسال القطري مسارهما بشكل مفاجئ. وقالت وكالة «Bloomberg» العالمية للأنباء، إن سفينتين كانتا متجهتين إلى أوروبا انحرفتا عن مسارهما، أول من أمس، بعيدا عن البحر الأحمر وقناة السويس، طريق عبور الغاز إلى البحر المتوسط، وقد ارتفعت أسعار الغاز في بريطانيا إلى أعلى مستوى لها منذ يناير بعد هذه الحادثة التي فاجأت التجار. ويعتمد تجار الغاز الأوروبيون على قطر، أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال، لإعادة تعبئة مراكز التخزين التي تم استهلاكها في فصل الشتاء. وربما تضطر ناقلات الوقود القطرية الآن إلى الإبحار حول إفريقيا إلى أوروبا لتجنب المرور بقناة السويس. وتم تحويل مسار ناقلتي الغاز الطبيعي أمام الشواطئ اليمنية، وكان من المفترض أن تتوجه السفينتان إلى بريطانيا، لكن الإبحار حول رأس الرجاء الصالح سيؤخر رحلتيهما حوالي 5 - 10 أيام. وقال بلومبرج، إن صناعة النقل البحري ستتأثر على الأرجح بالأزمة التي تمر بها منطقة الخليج حاليا حول قطر، إذ إن منع السفن القادمة من قطر من دخول بعض الموانئ، سيجبرها على البحث عن مسارات بديلة من أجل إعادة التزود بالوقود وتغيير الجداول، مما يزيد تكاليف الشحن، ويسبب التأخير في تسليم شحنات الغاز الطبيعي المسال. وكانت قطر صدّرت 79.62 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال في العام الماضي، أي ما يمثل 30% من الواردات العالمية، حسب المجموعة الدولية لمستوردي الغاز الطبيعي المسال.