استهدف هجوم انتحاري بسيارة مفخخة تجمعات لأنصار حركة تمرد الحوثي بمحافظة صعدة، حيث كان الآلاف منهم يشاركون في مراسيم دفن جثمان الأب الروحي للحوثيين بدرالدين الحوثي، الذي توفي أول من أمس. والتفجير الذي قتل فيه شخصان وأصيب فيه العشرات هو نسخة من تفجير مماثل وقع الأربعاء الماضي في مديرية المتون بمحافظة الجوف أثناء احتفال الآلاف من الحوثيين بيوم الغدير. وتوقعت مصادر مستقلة أن يكون عدد الضحايا في حادث الأمس كبيراً نظراً لقوة الانفجار، خاصة أن ثلاث سيارات دمرت بشكل كامل، بالإضافة إلى تضرر ثمان أخرى. وأشارت إلى أن مصادر المعلومات الوحيدة هم الحوثيون الذين فرضوا طوقاً أمنياً كاملاً على المنطقة التي وقعت فيها الحادثة وهي آل حميدان بمديرية سحار بمحافظة صعدة ومنعوا دخول أي طرف إلى موقع الانفجار. وكان المستهدف في انفجار الأمس الذي نفذ بواسطة سيارة "سوزوكي" من نفس الطراز الذي استخدم في تفجير الأربعاء الماضي، الشيخ مبارك مشن الزايدي، وهو مستشار وزير الداخلية، والذي أعلن دعمه وولاءه الكامل للحوثيين. وقد التقى بزعيم الحركة عبدالملك الحوثي قبل أسابيع، وبالأمس شارك مع وفد قبلي كبير كان يستقل نحو 40 سيارة قدم من محافظة مأرب للمشاركة في مراسم دفن بدرالدين الحوثي. ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الحادث، إلا أن جماعة الحوثي تحدثت عن وقوف نشاط استخباراتي "أمريكي وإسرائيلي" وراء الهجوم، بينما رجحت مصادر قبلية أن يكون التفجير من تنفيذ تنظيم القاعدة. ومن المتوقع أن يثير الانفجاران اللذان وقعا في صعدة والجوف وبتوقيتين متقاربين توتراً جديداً في المنطقة بعد هدوء استمر لأشهر بعد اتفاق لوقف إطلاق النار بين السلطات اليمنية والحوثيين. كما أن الهجوم سيفتح صراعاً جديداً بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، وهو ما يتناقض مع مواقف الحكومة اليمنية التي كانت تشير إلى تحالف بين الطرفين أثناء سير الحرب السادسة العام الماضي بين الجيش والمتمردين. وكان الحوثيون قد بدأوا مؤخراً بإطلاق شعارات معادية لتنظيم القاعدة في المناطق التي يسيطرون عليها، معتبرين في أحدها أن "التفجيرات العامة والسيارات المفخخة هي أعمال من تنفيذ جهاز المخابرات الأمريكية المدعو تنظيم القاعدة".