تتجه عيون عشاق المستديرة اليوم صوب كوريا الجنوبية التي تستضيف نهائيات كأس العالم تحت 20 عاما، وعلى مدار 3 أسابيع كاملة البطولة الثانية من حيث الأهمية في أجندة «الفيفا»، لما تمثله من قاعدة أساسية للوقوف عن قُرب على نجوم الجيل المقبل للعبة الجميلة بعد أن اعتادت طوال 4 عقود سابقة على تقديم أسماء اختار أصحابها مونديال الشباب لكتابة سطورهم الأولى في مسيرة متألقة دامت لأعوام. ولادة أسطورتين سجل مونديال الشباب الظهور الدولي الأول لأسطورتين كرويتين تحولا إلى حديث العالم لاحقا، وهما مارادونا (1979) وميسي (2005) عندما قادا منتخب الأرجنتين للتتويج بلقبي النسختين، وزامل مارادونا المهاجم رامون دياز (مدرب الهلال الحالي) ولاعب الوسط كالديرون، واستمرت مواهب «التانجو» في التدفق بداية بالحارس جويكوتشيا وبورتشاجا (أستراليا 1981)، ومرورا بدييجو سيميوني (1989) والثنائي ريكيلمي وكامبياسو (1997)، وأخيرا أجويرو (2007). بصمة أولى على مدار تاريخه وضع مونديال الشباب البصمة الأولى للاعبين من طراز رفيع، تقدمهم الأورجوياني فرانسيسكولي (1981) الذي كان يعده الفرنسي زيدان مثله الأعلى كرويا، واكتشف العالم موهبة الهولندي فان باستن والبرازيليين بيبيتو ودونجا (1983) قبل أن تظهر النسخة التالية الحارسين العملاقين تافاريل وهيجيتا، وكانت نسخة 1989 في السعودية موعدا لولادة جيل برتغالي مميز بقيادة فيرناندو كوتو وجواو بينتو، كما قدمت لأول مرة الروسي أوليج سالينكو هداف مونديال 94. بطاقة عبور مع مطلع الألفية الجديدة اختار النجم البرازيلي كاكا ملاعب الأرجنتين مسرحا لانطلاقته، وهو ما فعله أيضا الهولندي روبن والحارس بيتر تشيك، وقدمت الإمارات 2003 الإسباني إنييستا والبرازيلي داني ألفيش، وكانت نسخة 2005 موعدا للكولومبي فالكاو والإسبانيين فابريجاس ودافيد سيلفا، ومنحت كندا 2007 بطاقة عبور لأبرز نجوم اللعبة حاليا، مثل ديفيد لويز ومارسيلو (البرازيل)، بيكيه وماتا (إسبانيا)، سواريز وكافاني (أوروجواي)، سانشيز وفيدال (تشيلي). تدفق مواهب أكملت نسخة 1991 تقديم بقية نجوم الجيل الذهبي البرتغالي ببروز الثنائي الأشهر فيجو وروي كوستا، وكانت أيضا محطة أولى للظهير البرازيلي روبرتو كارلوس قبل أن يكتشف العالم موهبة مواطنه عملاق المرمى ديدا في النسخة التالية، وتميزت نسخة 1997 ببزوغ هدافين كبار كالإنجليزي مايكل أوين والفرنسيين هنري وتريزيجيه وأنيلكا، وفي آخر نسخ التسعينات بزغ نجم البرازيلي رونالدينيو والإسبانيين كاسياس وتشافي والأورجواياني فورلان والإنجليزي آشلي كول. ركائز أساسية بعد ظهورهم في النسخ الأخيرة مونديال الشباب لم ينتظر أسماء يافعة طويلا لتقدم نفسها على ساحة النجومية، بداية بكولومبيا 2011 التي أبرزت موهبة الفرنسي جريزمان والإسباني إيسكو والبرازيليين أوسكار وكوتينيو وويليان، وأخيرا النجم الكولومبي خيميس رودريجيز، وفي وقت شكلت تركيا 2013 الأرض الخصبة لركائز المنتخب الفرنسي الحالي مثل بوجبا وأومتيتي، أهدت نيوزلندا 2015 للبرازيليين جابرييل خيسوس كأبرز هدافي منتخب السامبا حاليا.