كشفت تقارير ميدانية مؤخرا أن ميليشيا حزب الله اللبناني باتت تكثف جهودها لجمع التبرعات من المواطنين تحت غطاء التبرعات الخيرية لتطوير قدراتها العسكرية والتقنية من أجل مواجهة ما أسماه الضغوط الأميركية. وأوضح نشطاء ميدانيون من داخل الضاحية الجنوبية أن الحملات التي تقودها أذرع الميليشيا عادة ما تكون عبر الدعايات الترويجية في الشبكات الاجتماعية، وتغطيتها بمزاعم مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، في وقت أشار مراقبون إلى أن هذه الخطوة جاءت بإيعاز مباشر من إيران، في إطار استقلال الميليشيا جزئيا عنها وتخفيف الضغوط المالية التي تواجهها الأخيرة، خاصة بعد تضييق واشنطن الخناق الاقتصادي عليها وتمديد العقوبات الدولية ضدها. وأكدت المصادر أن الحملات الأمنية التي قادتها الميليشيا مؤخرا داخل عدد من الأحياء السكنية، ما هي إلا استعراض ميداني ومحاولة التأكيد على أن الميليشيا لا تعاني من أي أزمات مالية جراء تورطها في الصراع السوري لأكثر من 6 سنوات. التلاعب بالمدنيين بحسب معلومات استخباراتية غربية، توفر إيران لميليشيا حزب الله في لبنان دعما سنويا بقيمة 200 مليون دولار، في حين لا يقتصر الحزب على الأموال الإيرانية فحسب، بل يعكف على جمع الأموال محليا داخل مناطقه عبر اللجان والقنوات الترويجية التي يعتمدها تحت غطاء المساعدات الخيرية. ويشير نشطاء إلى أن الأموال التي تجمع يتم تجهيز المقاتلين بها، وشراء الأسلحة والصواريخ ودفع مرتبات المقاتلين، لافتين إلى أن الحرب السورية أثقلت كاهل الحزب ماديا وبشريا، وتعاظمت نفقاته العسكرية خاصة خلال أربع السنوات الماضية. ويعتمد الحزب في دعاياته الميدانية على وتر المشاعر الطائفية وتغليف نفقاته العسكرية تحت حجة المقاومة الشعبية، في وقت رأى خبراء أن القاعدة الجماهيرية للحزب داخل معاقله تقلصت، وتفاقم الاستياء الجماهيري من تدخل الميليشيا في الأزمة السورية، حيث باتوا يرون أنهم هم من يتحمل تكاليف هذا التدخل. أزمة مالية رجحت المصادر أن الحملات الترويجية للتبرع التي يقوم بها الحزب، جاءت استباقية قبل فرض الولاياتالمتحدة العقوبات عليه، وفهم الحزب أن العقوبات الدولية ستطاله لا محالة، الأمر الذي دفعه إلى التحرك بسرعة استباقية لتمويل أنشطته قبل سحب إيران دعمها له، وهو الأمر الذي سيزيد من خسائره في الحرب السورية، نظرا لاعتماده على الأموال والأسلحة والتدريبات الإيرانية بالدرجة الأولى. ويأتي ذلك، في وقت تحدثت تقارير من داخل إيران، أن الأخيرة باتت ترى أنها خارج المعادلة في سورية، وذلك بعد زيادة روسيا من نفوذها، مشيرة إلى أن الضربتين الأخيرتين على قواعد النظام السوري من قبل أميركا وإسرائيل كانت منسقة بالكامل مع الروس ولم تعارضها الدفاعات الجوية الروسية التي كانت تغطي كامل الأراضي السورية.