قبل أيام قليلة مضت استبشر المجتمع السعودي بالقرارات الملكية التي أعادت جميع البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين. وسيتم احتسابها وإضافتها إلى الراتب اعتبارا من راتب شعبان دون احتساب أي أثر رجعي للعلاوات للأشهر السبعة الماضية، مما يعبر عن تلاحم القيادة بالشعب والوقوف على احتياجات المواطن، وخاصة مع قدوم رمضان المبارك الذي يكثر فيه الصرف عن بقية الأشهر.. فهنا لابد لنا أن نتدرب على ثقافة الاستهلاك وتعود الأسرة والأبناء وتوجيههم نحو ثقافة الترشيد الاستهلاكي من منظور إسلامي، وحَثّهم على تفادي الإسراف والتبذير حتى لو تضاعف الراتب. يجب أن يَعْلَم الأفراد، أنّ دخل الأسرة هو الذي يحدّد أسلوب إنفاقها، لقول الله تعالى (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) (الطلاق/ 7). وهذا توجيه واضح وصريح من الآية الكريمة، نحو أهمية أن يكون الإنفاق وفقاً لحدود الإمكانات المتاحة من دون إسراف أو تبذير. «المجتمع اليوم أصبح بحاجة ماسة لامتلاك الثقافة الاستهلاكية، نظراً لارتفاع كلفة المعيشة في كل أنحاء العالم. قد نجد أن الثقافة الاستهلاكية لدى بعض الشعوب غائبة عن تفاصيل حياتهم اليومية، بعكس ارتفاع مستوى الثقافة الاستهلاكية لدى الغرب، وتنعكس هذه الثقافة بشكلها الإيجابي عن مداخيل المستهلكين من خلال خلق حالة من التوفير تسهم في تحويل المبالغ الموفرة إلى غايات أخرى ومساهمات تساعد على التطور في الوطن. إن من أولوية اهتماماتنا خلق هذه الثقافة، لرفع وعي المستهلك، وتعليمه العادات الاستهلاكية الإيجابية، لذلك نحن نحتاج إلى الثقافة الاستهلاكية لنكون مهيئين عندما تحدث تحولات اقتصادية، خصوصاً في ما يتعلق بالارتفاع في الأسعار.. فالارتفاعات لابد أن تنعكس في النتيجة النهائية على تفكير الأفراد المستهلكين، في إعادة صياغة أولوياتهم، بما يعني ترشيد الاستهلاك. قد نرى شريحة أخرى من المستهلكين يلجؤون إلى الاقتراض أو إلى أكثر من وسيلة للحصول على إيرادات إضافية، فالعديد منا أصبح مديناً للبنوك، لتغطية احتياجاته الاستهلاكية، إذ لم يعد الدخل قادراً على الوفاء بأقساط تلك القروض. لذا لابد لكل المعنيين بشأن حماية المستهلك تثقيفه بما يحقق له الحد الأدنى من الثقافة الاستهلاكية. وبلادنا ولله الحمد تقدم الكثير من الدعم على المواد الغذائية والأدوية وتقدم الضمان الاجتماعي للفقراء والأرامل والأيتام.