سرعت القوات التركية غاراتها على مواقع تنظيم حزب العمال الكردستاني في مدينة سنجار العراقية، كما شنت الطائرات الحربية عشرات الغارات على مواقع تابعة لتنظيم حزب الاتحاد الديموقراطي، الذي يمثل الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني. وبحسب مصادر موثوقة فإن الغارات التركية تهدف لتحقيق خمسة أهداف رئيسية، تتضمن منع تمركز الأكراد قرب الحدود، والقضاء على تجمعاتهم المسلحة، وعدم السماح بتهديد الأمن القومي التركي، وحث العراق على تصفية خلافاته مع دول الجوار، وتحقيق مقاربة مع أميركا في مسألة أكراد سورية. وكانت أنقرة قد كثفت غاراتها التي استهدفت مقرات عسكرية ومراكز قيادة ومخازن أسلحة تابعة لتنظيم حزب الاتحاد في مناطق تقع شمالي شرق سورية. وأوضحت المصادر أن هذه أول غارات ينفذها سلاح الجو التركي في سورية، منذ الإعلان عن انتهاء عملية درع الفرات التي نتج عنها تحرير مناطق واسعة في شمالي سورية من مسلحي تنظيم داعش. ومن بين المقرات المستهدفة مقر القيادة العامة للتنظيم الكردي، حيث يوجد مركز الإعلام والإذاعة، ومركز الاتصالات، وبعض المؤسسات العسكرية في مدينة المالكية القريبة من الحدود التركية كما شملت الغارات نقاطا عسكرية عدة داخل منطقة الحسكة. تصفية الخلافات قال مراقبون سياسيون، إن لجوء تركيا إلى استخدام الأداة العسكرية للتعامل مع المتمردين الأكراد المتمركزين داخل الأراضي العراقية، يؤكد الحاجة لأن يبدأ العراق عملية جادة لتصفية الخلافات بينه ودول الجوار، من خلال تبنيه موقفا رسميا واضحا من أعضاء حزب العمال الكردستاني الذين تستهدفهم تركيا. وأشاروا إلى أن حالة التردد التي تسيطر على موقف الحكومة العراقية من هذه العمليات، التي تقع في المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة إقليم كردستان، تثير التساؤلات حول نوع الرسائل السياسية التي ترغب الحكومة في توصيلها للأكراد، فضلا عن أنها تثير مسألة حدود سيادة الحكومة المركزية على إقليم كردستان. وتشير الغارات التركية الأخيرة إلى أن أنقرة وجهت رسائل مفادها بأنها لن تسمح لمنظمة حزب العمال الكردستاني بأن تحول منطقة سنجار إلى «قنديل ثانية»، في إشارة إلى معسكراته في جبال قنديل التي يتدرب بها ويطلق منها عملياته ضد تركيا. تأكيدات تركية حسب المراقبين، فإن أنقرة أكدت أكثر من مرة أنها لن تسكت على إعادة تموضع القوات الكردية في مناطق قريبة من الحدود التركية بما يشكل خطرا على الأمن القومي في البلاد، مشيرين إلى أنه تم إبلاغ هذه الرسالة إلى العراق وكذلك روسيا والولايات المتحدة، كما جاء توقيت الضربات بعد سلسلة من اللقاءات بين وزير الخارجية التركي ونظرائه في تلك الدول، حيث أوضحت أنقرة أن القصف جاء بعد تأكدها أن هذه المواقع أصبحت تشكل تجمعات عسكرية كبيرة للأكراد، إضافة لاكتشاف نفق بين القامشلي في سورية والأراضي التركية. وأكد المراقبون أن زيارة أردوغان الوشيكة إلى واشنطن، ستكون حاسمة ومؤثرة في القضاء على هذه التجمعات، وفي المقاربة التركية لقضية الأكراد بسورية أيضا.