مزج اليمن بين التاريخ والفرح والاحتفاء في لوحات ولا أروع شهدها حفل "خليجي 20" أمس في استاد 22 مايو في عدن. وبلغت الفرحة ذروتها مع إعلان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن افتتاح منافسات الدورة للمرة الأولى في تاريخ اليمن، بحضور عدد من رؤساء الدول ولفيف من القيادات الرياضية والسياسية من دول الخليج. وعلى وقع أهازيج اليمنيين الذين أتخموا مدرجات الملعب بحضورهم الذي فاق حتى سعة الملعب، وتفاعلوا بشكل مبكر سبق الافتتاح الرسمي في توق شديد للاحتفال والاحتفاء بالأشقاء الخليجيين، ولفتت الأنظار موهبة طفل صغير داعب الكرة بالتنطيط لفترة خلال فقرات الحفل واستحق تصفيق الجماهير وهتافاتها. وعلى الرغم من بعض الإرباكات التي شهدها الافتتاح، إلا أن البسمة طغت على ما سواها أمس. وكان الحضور كبيرا، رفض بعض اليمنيين أن يعتبروه انعكاساً لمجانية الدخول التي اتخذ الرئيس اليمني قراراً بشأنها، وقال أحدهم "من ملؤوا الملعب هم من استفادوا من قرار الرئيس، وهم الهدف"، في إشارة إلى الجمهور اليمني بكل أطيافه. وازدانت لوحة الافتتاح بالألوان الزاهية التي ارتداها العارضون والعارضات في رسالة فرح أراد المنظمون أو يوصلوها للجميع. من جانبها فرضت القوات اليمنية في عدن إجراءات مشددة واستثنائية تزامناً مع انطلاق الدورة، ومنعت ناشطي الحراك الجنوبي من الوصول إلى المدينة للتظاهر، حيث انتشرت قوات الأمن بكثافة على طول الطرقات الرئيسية في عدن كبرى مدن جنوب اليمن، وكذلك حول الملاعب والفنادق التي تقيم فيها الوفود المشاركة وعلى المرتفعات المحيطة بالمدينة. وطغت العفوية والبساطة في الميدان، وقادت إلى تجاوز كثير من الإعلاميين لمتاعب الوصول إلى المقاعد المخصصة لهم، خصوصاً مع حرص اليمنيين على استخدام كل البوابات للدخول إلى الملعب، في وقت علق فيه مسؤول التنظيم حميد الشيباني على تجاوز عدد الحضور لسعة الملعب، قائلاً "هذا المتوقع وسنفتح الأبواب حتى لو امتلأت الأسوار المحيطة بالمدرجات بالجمهور، لانريد أن نحرم هذا الجمهور من الفرحة".