بحث المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة في العاصمة الفرنسية أمس (الخميس)، مع مسؤوليين في مؤسسات دولية التعاون والتنسيق لدعم المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية والأزمات الاقتصادية في أنحاء العالم. وأفادت وكالة الانباء السعودية (واس)، بأن الدكتور الربيعة التقى المسؤولة من مِنَح الإدارة العليا في وكالة المعونة من أجل التعاون التقني والتنمية(ACTED) كامي شومان، ومدير البرامج في الوكالة أندريه كوماشيه، ومنسقة التمويل ومسؤولة الشراكات المؤسسية في منظمة «أوكسفام» ميكول بيكاسو، والمسؤول في منظمة «كير» الدولية فيليب ليفي كيو. وبحث اللقاء التعاون والتنسيق، وأطلع الربيعة المسؤوليين على البرامج والأنشطة الإغاثية والإنسانية التي نفذها المركز في 37 دولة حول العالم. وشمل الاجتماع المواضيع المتعلقة بالعمل الإغاثي والإنساني، وسبل التعاون المشترك لمساعدة الفئات الأكثر هشاشة ومحاربة الفقر ودعم اللاجئين في الدول المنكوبة. من جهة ثانية، قال الدكتور الربيعة في ندوة بعنوان «تطورات الوضع الراهن ومستقبل السلام في اليمن»، إن المملكة دأبت منذ توحيدها على مشاركة العالم في إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج، تماشياً مع الدين الإسلامي الذي لا يفرق بين أطياف وألوان وأديان وفئات المجتمع الدولي. وأشار إلى أن المملكة ظلت في مقدمة الدول الداعمة للعمل الإنساني والتنموي في العالم، وَيَتسابق قادتها على تبني كل اللجان والحملات التي تساهم في رفع معاناة الإنسان أينما كان، وقال: «نظراً لما يربط المملكة واليمن من علاقات الجوار واللغة والارتباط المجتمعي والتجاري وغيرها من الروابط، فأثبتت على مر الزمن أنها في مقدمة الدول الداعمة لليمن حكومة وشعباً وعلى جميع المستويات، وها هي استناداً للروابط والتاريخ الحافل بحب ودعم اليمن تشارك المجتمع العربي والدولي في إعادة الشرعية من خلال تطبيق قرارات الأممالمتحدة ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومؤتمر الحوار الوطني». وبين أن المركز أنشي تزامناً مع بدء حملة «إعادة الأمل»، ليكون الذراع الإغاثي للمملكة، وهو ما استوجب أن يكون الاحتياج الإنساني للشعب اليمني في مقدمة أولويات المركز بل استحوذ على ما يزيد على 65 في المئة من أعمال المركز، مشيراً إلى أن المملكة نفذت من خلال المركز 124 برنامجاً إغاثياً في مجالات الأمن الغذائي والإيواء والصحة والإصحاح البيئي والمياه و صحة الطفل والأم والبرامج المجتمعية في جميع محافظات ومناطق اليمن. وذكر أن المملكة استضافت 603.000 يمني جراء الأزمة في بلادهم، مستعرضاً الصعوبات والتحديات التي تواجه المركز مثل تهديد حياة العاملين، أو تعرض القوافل الإغاثية للنهب والسلب من قبل المليشيات المسلحة، واستغلالها بعض الموانئ مثل الحديدة للكسب المادي من خلال فرض الرسوم على المساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية من دون مراعاة حاجة المواطن اليمني لتلك المساعدات. وناشد المستشار المجتمع الدولي والإنساني بالعمل على حماية الجهد الإغاثي وتسهيل وصول المساعدات، وتكثيف العمل والدعم من خلال برامج أكثر فاعلية، بعيداً عن أي دوافع أخرى، موضحاً أن المركز يؤكد حياديته وتطبيقه للقانون الإنساني الدولي، ويثمن لشركائه في اليمن من منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية عملهم ومساهماتهم وتبنيهم لبرامج المركز الريادية وتقدير ما يواجهونه من عناء ومخاطر من قبل الميلشيات المسلحة. وأوضح المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة أن المركز لا يقف مكتوف الأيدي في مواجهة التحديات، فقد بادر بالتعاون مع قوات التحالف ووزارة الدفاع السعودية بكسر حصار مدينة تعز من خلال الإسقاط الجوي للغذاء والدواء، واستخدم الدواب لإيصال أسطوانات الأوكسجين لمستشفيات تعز رغم كل الظروف والصعوبات حرصاً على حياة وصحة الشعب اليمني الشقيق، مؤكداً استمرار المركز في نهجه بمشاركة حلفائه من مؤسسات المجتمع الدولي للوصول إلى كل بقاع اليمن.