شددت توصيات المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي، على أهمية أن يتعلم الأساتذة مهارات جديدة خلاقة تحاكي الواقع وتلبي تطلعات المستقبل، مؤكدة أن ذلك لا يتحقق بسهولة ويسر، على الرغم من أهميته، إذ تتطلب هذه التحولات الالتزام بالتغيير على جميع المستويات القيادية، بدءا من وزير التعليم ومديري الجامعات وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام، ومرورا بمديري التعليم وقادة المدارس. وأشارت التوصيات إلى أن الحاجة أصبحت ماسة لهيكلة الأنظمة التعليمية على جميع المستويات. تطوير القدرات أعلن المشرف العام على المؤتمر والمعرض الدولي للتعليم العالي في نسخته السابعة الدكتور سالم المالك، البيان الختامي للمؤتمر، مبينا أن المعرفة المتخصصة تبقى عنصرا أساسيا في التعليم الجامعي، وأن تطوير القدرات العامة يتصف بالأهمية الملحة مثل القدرة على تطوير القيادة، ولا يتطلب تطوير هذه القدرات فقط إعادة التفكير في تصميم برامج التأهيل، وإنما يؤكد على تغيير الطرائق التي يدرس بها الأساتذة في الجامعات، حتى يستطيع الطلاب تعلم جميع المهارات التي يحتاجونها في قاعات المحاضرات. وأكد المالك أن الموارد الطبيعية وحدها ليست كافية لبقاء الأمم، إذ إن المعرفة هي وقود المستقبل، ومن ثم فإنه لا يمكن الاستغناء عن الجامعات في الوفاء بتطلعات ابتكار المعرفة ونشرها وتطبيقها بكفاءة ومهارة وبناء القدرات المؤسسية والمهنية والتقنية. تحول في الأبعاد الاقتصادية قال إن رؤية 2030 تقترح بناء مستقبل قائم على دعائم متنوعة، مع استشراف مستقبل ترنو فيه المملكة لتحقيق النمو من مملكة تكتسب أهميتها من مكانتها كمهد للإسلام وتعتمد على النعم من الموارد الطبيعية التي حباها الله بها، مضيفا أن هذه الرؤية تتحدث عن ثروة تستلهم ازدهارها من الرؤية الصائبة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وولي ولي العهد، وتطلعات الشعب السعودي والإمكانات الكبيرة لشاباته وشبابه الطموح الذين هم عماد المستقبل. وأشار المالك إلى أن القيام بذلك العمل يتطلب تحقيق تحول في كثير من الأبعاد الاقتصادية القائمة، علاوة على إيجاد قطاعات جديدة، فنجاح هذه الرؤية تعضده مشاركة الجامعات السعودية والتزامها بمبادرات تسهم في تحقيق المعرفة والابتكار، موضحا أن رؤية 2030 تدعو إلى تكوين جيل جديد رائد يسعى لبناء اقتصاد قوي ومتنوع، وتحقيق التحول عبر تسخير جميع الطاقات والمهارات والقدرات. وقال إن نجاح التعليم في جميع مستوياته من المرحلة قبل الابتدائية إلى المرحلة الابتدائية والثانوية والتعليم الجامعي وفوق الجامعي يعد من أهم العوامل التي تقود إلى تحقيق أهداف الرؤية. مهارات الخريجين دعت التوصيات إلى بناء نظام تعليمي يزود الخريجين بمهارات وقدرات لا تتجاوب فقط مع التغيير، بل تسهم فيه إسهاما كاملا، مشيرة إلى تركيز المؤتمر على بعض التحولات المطلوبة، فالتعليم فوق الثانوي يجب أن يواصل نموه مع أن التوسع ينبغي أن يتم على المستوى الاستراتيجي مع الاهتمام بالتنوع المخطط له. وأشارت التوصيات إلى الحاجة لنظام تعليمي يفي بعدة أغراض وأهداف وطنية تتضمن تزويد الطلاب بالمهارات والمعرفة الهادفة للتطبيق والممارسة الناجحة، وغرس هوية وثقافة قوية بين المواطنين مع تمتعهم بالمقدرة على التعاون مع الأفراد من الثقافات والخلفيات الأخرى، والمشاركة البناءة من كافة القطاعات في معالجة المشكلات والتحديات القائمة وتوفير متطلبات الموارد البشرية المستقبلية.