كشف مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد بن علي العقلا في مؤتمر صحفي عقده أمس في مسرح الجامعة بمناسبة قرب انطلاقة فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للأوقاف بالجامعة الإسلامية مساء الأحد المقبل، والذي يرعاه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ويفتتحه بالنيابة أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد، وتشارك فيه شخصيات من كافة أنحاء العالم ويستمر ثلاثة أيام، كشف أهمية انعقاد هذا المؤتمر الذي يسعى إلى وضع رؤية تضمن - حسب تعبيره - الحفاظ على الوقوف الإسلامي خصوصا بعد أن تأثرت بعض جوانبه حين تعرضت عدد من الدول الإسلامية للاستعمار، مشيرا إلى أهمية المناقشات التي سوف تثري هذا الجانب من قبل المشاركين. وكان مدير الجامعة الإسلامية قد كشف خلال المؤتمر الذي حظي بحضور إعلامي لافت عن تلقي لجنة المؤتمر لأكثر من 150 بحثاً تمثل قرابة 15 جنسية حول العالم حيث استقرت اللجنة على 67 بحثاً منها وذلك لتقديمها خلال جلسات المؤتمر. وفي رده على سؤال ل"الوطن" حول عدم تضمين محاور المؤتمر عنواناً يتعلق بوثائق ومخطوطات أوقاف المدينةالمنورة على الرغم من أهميتها خصوصاً وقد شهدت المدينة قيام أول وقف إسلامي، أكد العقلا أنهم لم يضعون نصاً يتعلق بالوثائق إلاّ أنهم أوكلوا الأمر للمشاركين حيث لا بد أنهم سوف يتطرقون خلال تلك الجلسات إلى وثائق تلك الأوقاف من خلال عرض الصكوك والمستندات المتعلقة بها، والتي يمكن أن يستفيد من مادتها الباحثون، مشيراً إلى أن ما تلقته اللجنة من بحوث كان كافياً لتغطية جميع محاور المؤتمر. العقلا كشف عن اتجاه الجامعة الإسلامية لاحتضان كثير من المؤتمرات الدولية بما يبشر بتدشينها لعهد المؤتمرات، والتي تؤكد حجم الكفاءات التي تحتضنها الجامعة، والدعم الكبير الذي تحظى به من قبل ولي الأمر، وأكد أن سبب تأخير انطلاق قناة الجامعة الفضائية التي سبق أن دشنها وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز هو حرصهم على انطلاقة تلك القناة بقوة وباستمرارية بحيث لا تتوقف كما حدث مع غيرها، مشيراً إلى أن الجامعة وفرت لها مبنى خاصاً وعينت مديراً تنفيذياً ومشرفاً عليها، كما تم تخصيص جهات للتسويق، وذهب إلى أن لديهم جولة في عدد من الدول العربية من بينها دبي والأردن ومصر للبحث عن كل ما يعزز انطلاقتها. ونفى العقلا رداً على أحد الأسئلة أن تكون سياسية الجامعة فردية، مؤكداً أنها تواصل عملية التطوير بشكل مؤسسي، والتي بدأت منذ قيام الجامعة، بدليل أنه لا توجد بقعة في العالم لا يوجد فيها أثر لهذه الجامعة من خلال خريجيها الذين يدعمون منهج الوسطية وساهموا في نشر الدعوة الإسلامية في كل مكان، وباتوا خير سفراء للملكة في هذا الجانب خاصة عندما تعرضت المنطقة لبعض الأزمات مثل ما حدث في الكويت، حيث كان لهم دور بارز وملموس في الدفاع عن المملكة، وقد وصل خريجوها لمراكز قيادية، مشيراً إلى أن سياسة الجامعة الإسلامية واضحة وملموسة، حيث تسعى لنشر ثقافة الحوار التي تمثل مطلباً وطنياً، بل هي مطلب عالمي، بأن يكون هناك تقبل لأي طرح بما يخدم ديننا ووطنا. وشدد العقلا في ذات السياق على أن منبر الجامعة حريص على خدمة مجتمع المدينةالمنورة ومجتمع المملكة ككل، وهو الآن من خلال المؤتمرات القادمة يحرص على خدمة كل العالم، مشيراً إلى أن الجامعة الإسلامية حظيت هذا العام بميزانية تعد الأعلى في تاريخها، حيث تجاوزت 60 مليون ريالاً والتي سوف تنعكس على مشاريع الجامعة التي من بينها إنشاء مركز دولي خاص بالمؤتمرات في الجامعة تزيد طاقته الاستيعابية عن ثلاثة آلاف شخص، ويتوفر على أربع صالات مساندة وقاعة للاحتفالات وتصل مساحته التي يقام عليها إلى خمسة آلاف متر وسوف ينشأ فيه مركز إعلامي متكامل. وأشار العقلا إلى أنهم حريصون على أن ينتهجوا في هذا المؤتمر أسلوب العرض للبحوث من قبل إعلاميين متخصصين، بحيث يراعى توقيت تقديم المشاركة خلال خمس دقائق، بحيث يكسب رئيس الجلسة من القاعتين الرجالية والنسائية وقتاً لإدارة الحوار بشكل لا يؤثر على مساره، وكي لا ينفرد باحث عن آخر في استقطاع وقت كبير لصالح ورقته على حساب وقت المشاركين معه. ومن المنتظر أن يصاحب فعاليات مؤتمر الأوقاف نشاط ثقافي يبدأ يومي الاثنين والثلاثاء حيث يلقي الدكتور سلمان العودة محاضرة عن "الأسرة والعولمة" يديرها رئيس قناة المستقلة الدكتور محمد الهاشمي، ويشهد محاضرة للدكتور إبراهيم الدويش يديرها الدكتور فهد السنيد، وكذلك عدداً من المحاضرات الثقافية. وكان مدير الجامعة الإسلامية قد أشار إلى مشاركة عدد من الضيوف البارزين من داخل المملكة في المؤتمر، حيث يديرون عدداً من الجلسات، ومن بينهم عضو هيئة كبار العلماء سابقاً الدكتور ناصر الشثري، ورئيس البنك الإسلامي أحمد بن محمد علي، وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي عباس حكمي، ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالعزيز بن حمين الحمين، إضافة إلى عدد من الضيوف من خارج المملكة ومن بينهم الدكتور أحمد عمر هاشم من مصر، ووزير الأوقاف المصري السابق الدكتور محمد بن علي محجوب، والدكتور أحمد بن محمد هليل. وذهب العقلا في مؤتمره الذي حضره عدد من إعلاميي المدينةالمنورة وتم فيه افتتاح مركز الجامعة الإعلامي إلى أن الجامعة الإسلامية بالمدينة تتجه لتكون الأمانة العامة لمؤتمر الوقوف بالجامعة الإسلامية، كي يكون هناك تفعيل للتوصيات التي يخرج بها المشاركون، مشيداً بدرجة الاستجابة الكبيرة التي وجودها خلال توزيعهم للكتيب الخاص بالمؤتمر من داخل المملكة وخارجها، مشيراً إلى تشكيل مجلس خاص بأوقاف الجامعة برئاسة أمير المدينةالمنورة وعضوية عدد من المسؤولين، وأن هناك مفاوضات بدأت الجامعة بإجرائها مع بعض المؤسسات الوقفية ورجال الأعمال من أجل تخصيص مبالغ يستفيد منها رجال الجامعة والطلاب على وجه الخصوص.