اشترط الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددا وقف الاستيطان في الأراضي المحتلة كي تتم العودة للمفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، كاشفا في الوقت نفسه أن محادثاته مع الرئيس المصري حسني مبارك تناولت آخر تطورات المصالحة الفلسطينية الفلسطينية. وكان عباس التقى مبارك أمس وبحث معه في الجهود العربية والدولية والاتصالات التي يقوم بها الرئيس المصري مع الأطراف المعنية من أجل تهيئة الظروف التي تساعد على دفع عملية السلام قدما، كما تناولت المباحثات بين الجانبين العرض الأميركي لإسرائيل بوقف الاستيطان 90 يوما،قبل أن يعود إلى رام الله. وأوضح عباس "أنه بحث مع الرئيس مبارك قضيتين، الأولى تتعلق بإمكانية استئناف المفاوضات المباشرة ، والثانية تتعلق بتطورات الحوار الفلسطيني –الفلسطيني" . وقال "إنه بالنسبة للمفاوضات المباشرة فإنه حتى الآن لم يصل إلى الجانبين الفلسطيني أو الإسرائيلي من الإدارة الأميركية أية مقترحات حتى يمكن التعليق عليها". وأضاف "الجانب الفلسطيني لا يزال ينتظر الرد الرسمي من الإدارة الأميركية، الذي من المتوقع أن يصدر في وقت قريب جدا، حتى تتم مناقشته أولا على المستوى الفلسطيني، ثم التوجه إلى لجنة متابعة مبادرة السلام العربية". وأكد عباس "أنه أخبر الجانب الأمريكي أن لا علاقة للفلسطينيين بالصفقة المزمعة والتي تدخل في إطار العلاقات الإستراتيجية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل"، مؤكدا "رفض الجانب الفلسطيني للربط بين هذه الصفقة وبين استئناف المفاوضات. نحن ليست لنا علاقة بقضية الصفقة". وقال "القيادة الفلسطينية تدرك جيدا مدى عمق وقوة العلاقة الأميركية الإسرائيلية والتي ترجع لأعوام عديدة سابقة"، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر أعلن في عام 1973 أن إسرائيل لابد أن تبقى أقوى من كل الدول العربية مجتمعة. وأكد أبو مازن "أنه لا يجوز للإدارة الأميركية أن تقول إننا أعطينا إسرائيل شيئا مقابل وقف الاستيطان لمدة تسعين يوما، لأن ذلك كلام غير منطقي وغير مقبول"، وشدد على رفض الجانب الفلسطيني وقف الاستيطان مع استثناء القدس. وحول إمكانية الوصول إلى حل نهائي في ظل تعنت الجانب الإسرائيلي والتركيز فقط على قضية الاستيطان، قال "إن التوصل إلى حلول للقضايا المطروحة قد يكون أكثر صعوبة من قضية وقف الاستيطان". وكشف عباس جانبا من المباحثات مع الرئيس مبارك. وقال " تناولنا مسألة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، ونتائج جولة الحوار الفلسطيني الفلسطيني في دمشق"، موضحا أنه حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، حيث إنها تراجعت عن بعض المواقف التي كانت قد وافقت عليها فى بداية الحوار في الجولة الأخيرة بدمشق". وفيما برز خلاف جديد بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل وذلك بإصرار الأخيرة على أن فترة التسعين يوما لن تشمل البحث فقط في موضوع الحدود وإنما أيضا باقي قضايا الحل النهائي، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملة لإقناع المتمردين في داخل حزبه بقبول الصفقة مع الولاياتالمتحدة .وجدد نتنياهو عرضه على زعيمة المعارضة ورئيسة حزب"كاديما" تسيبي ليفني الانضمام إلى الحكومة الإسرائيلية دون أن تظهر مؤشرات جديدة على اإكان ذلك. على صعيد آخر، استغربت الجامعة العربية "التقارير التي نشرت حول الطرح الأميركى " السخى " لتقديم حوافز لإسرائيل مقابل التجميد الجزئي للاستيطان، وقالت "إن كل هذه المحاولات التي تقوم بها الإدارة الأميركية الآن للمحافظة على عملية السلام والمفاوضات ، في تقديرنا ستبوء بالفشل".