لم تقف شركات الطيران الرئيسية بمنطقة الشرق الأوسط مكتوفة الأيدي أمام قرارات الحظر الأميركية والبريطانية المتعلقة بمنع حمل الأجهزة اللوحية والحواسيب المحمولة، على متن الرحلات المتجهة إلى أراضيها. وفي محاولة منها لتخفيف تأثير هذا الحظر على الركاب، لجأت شركات الطيران المعنية بالحظر لخطوات عملية وطريفة، بهدف الحد من النقص المتوقع في أعداد المسافرين نتيجة الحظر. وفرضت الولاياتالمتحدة وبريطانيا مؤخرا، حظرا على الأجهزة الإلكترونية بحجم أكبر من الهاتف المحمول على متن الرحلات القادمة من العديد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ذات الغالبية المسلمة، وقيل إن السبب وراء الحظر أمني يستند إلى تقارير استخباراتية، دون تحديد ماهيته. 10 مطارات اشتمل قرار الحظر على 10 خطوط طيران و10 مطارات، بينها 7 في بلدان عربية، هي مصر والسعودية والإماراتوقطروالكويتوالأردن والمغرب، إضافة إلى تركيا. والمطارات المعنية بهذا الحظر هي: مطار الملكة عالية الدولي (الأردن)، ومطار القاهرة الدولي (مصر)، ومطار أتاتورك (تركيا)، ومطار الملك عبدالعزيز الدولي (السعودية)، ومطار الملك خالد (السعودية)، ومطار الكويت الدولي (الكويت)، ومطار محمد الخامس (المغرب)، ومطار حمد الدولي (قطر)، ومطارا دبيوأبوظبي الدوليين (الإمارات). وتتضمن قائمة المحظورات، الحواسب المحمولة (لابتوب)، والحواسب اللوحية (تابلت وآيباد)، ومتصفحات الكتب الإلكترونية (أي ريدر)، والكاميرات ومشغلات أقراص «الدي في دي» المحمولة، والألعاب الإلكترونية الأكبر من الهاتف النقال، وأجهزة الطباعة والنسخ المحمولة. خدمة مجانية أعلنت طيران الإمارات أنها ستقدم خدمة مجانية تتيح للمسافرين إلى الولاياتالمتحدة عبر دبي استخدام حواسيبهم وأجهزتهم اللوحية حتى بوابة الصعود إلى الطائرة.وأضافت الشركة، في بيان على موقعها الإلكتروني، أنه «ينبغي عليهم بعدئذ الإفصاح عن الأجهزة التي بحوزتهم وتسليمها إلى موظفي الخدمات الأرضية على بوابات السفر قبل صعودهم إلى الطائرات، وسيتم تغليف الأجهزة بعناية تامة داخل صناديق وتحميلها في عنبر الشحن لتجري إعادتها إلى أصحابها لدى وصول الرحلات عند حزام الأمتعة، ولن يتم فرض أي رسوم على هذه الخدمة». وقال رئيس شركة طيران الإمارات، إن الهدف هو أن يتاح للمسافرين، لا سيما من ركاب درجة الأعمال استخدام أجهزتهم «حتى اللحظة الأخيرة» قبل الإقلاع. خطوات مشروعة قال خبراء في صناعة الطيران إن شركات الطيران المعنية بالحظر تحايلت على الوضع عبر خطوات مشروعة في محاولات من جانبها لتخفيف الآثار السلبية على المسافرين على متن رحلاتها. وتفاوتت الحلول من جانب شركات الطيران بين تقديم خدمات تغليف الأجهزة دون أي رسوم أو الاتصال بشبكة الإنترنت اللاسلكي بشكل مجاني، وتوفير أجهزة لوحية للمسافرين على متن رحلاتها، إلى مجموعة أخرى من العروض المغرية، ومنشورات بها نصائح بعضها طريفة. وقال الخبير والمستشار في صناعة الطيران، خالد المزروعي، إن عروض شركات الطيران تعتبر خطوات مشروعة في محاولة لتقليل أي آثار سلبية من وقع قرار حظر الأجهزة الإلكترونية في مقصورات الطائرات. وأضاف المزروعي، إن قرار الحظر قد يؤثر على شريحة كبيرة من المسافرين، لا سيما من ركاب الدرجتين الأولى ورجال الأعمال الذين غالبا ما يكونون أكثر ارتباطا بأجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية، لمواصلة أعمالهم على متن الرحلات الطويلة، ولكن مع تلك العروض سيصبح هناك حلول عملية لذلك. وتوقع المزروعي، والذي شغل منصب رئيس اتحاد خدمات مطارات الخليج سابقا، أن يكون حجم التأثير ضعيفا على شركات الطيران المعنية بالحظر، سواء على أعداد مسافريها أو عوائدها المتوقعة في ظل العروض والخدمات الجديدة. ووصف قرار الحظر بأنه غير قانوني، وسيظل ضمن حالات فردية، لا سيما في ظل انتقاد المنظمة الدولية للنقل الجوي (أياتا) للقرار. التركية والقطرية على المنوال نفسه، نشرت الخطوط الجوية التركية إعلانا للاحتفال بالركاب بعد أن حققت الشركة أكثر من ملياري دقيقة مشاهدة للمواد الترفيهية على متن رحلاتها على مدار العام. كما أعلنت الشركة التركية أنها ستسمح للركاب بمواصلة استخدام أجهزتهم حتى بوابة الصعود إلى الطائرة، وسيتم وضع علامات عليها «للنقل الآمن» في حاوية الشحن، وعند الوصول، سيتم جمع الأجهزة من الطائرة من قبل الموظفين لإعادتها إلى أصحابها في نقطة معينة في منطقة استعادة الأمتعة. من جهتها، قالت الخطوط القطرية إنها ستوفر أجهزة الكمبيوتر المحمولة مجانا لمسافري درجة رجال الأعمال على الرحلات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة بدءا من الأسبوع المقبل. وأكدت شركة الطيران القطرية في بيان لها، أن مسافري درجة رجال الأعمال سيحصلون على أجهزة الكمبيوتر المحمولة قبل صعودهم إلى متن الطائرة مباشرة، حيث سيستطيعون أيضا تسليم أجهزتهم لتخزينها مع الأمتعة الخاضعة للتفتيش. إنترنت غير محدود بعثت الاتحاد للطيران رسائل إلكترونية إلى أعضاء برنامج المسافر الدائم تعلن فيها أنها ستعيرهم أجهزة كمبيوتر لوحية، وستقدم خدمة الإنترنت اللاسلكي غير المحدودة لمسافري درجة رجال الأعمال والدرجة الأولى على الرحلات المتجهة إلى الولاياتالمتحدة. كانت شركة الطيران المملوكة لحكومة أبوظبي قالت في وقت سابق، إن المسافرين يمكنهم تسليم الأجهزة المحظورة عند البوابة كي يستخدموها أطول فترة ممكنة. فرصة للترويج من جانبها، استغلت الخطوط الجوية السعودية القرار في الترويج للخدمات التي تقدمها الشاشات الإلكترونية داخل طائراتها، كعرض عدد من الأفلام والبرامج، ومميزات أخرى تتيح للمسافر تشغيل ملفاته الخاصة على شاشة المقعد. حلول طريفة وفي أغرب تحرك من جانب شركات الطيران جاء من الخطوط الجوية الملكية الأردنية في محاولة منها التخفيف من وقع قرار حظر الأجهزة الإلكترونية في مقصورات الطائرات، مقترحة حلولا بديلة طريفة على ركابها. وفي أعقاب قرار الحظر نشرت الشركة، عبر حسابها الرسمي في «تويتر» تقول: «نقدم لك 12 شيئا يمكن لك فعله خلال رحلة طيران تستغرق 12 ساعة دون حاسوب محمول أو حاسوب لوحي»، من بينها «انخرط في محادثة بدائية من عصر ما قبل الإنترنت، وتخيل أن صينية الطعام لوحة مفاتيح». ويقول مسؤولون أميركيون إن قرار الحظر الذي بدأ تطبيقه في 25 مارس الماضي، جاء بسبب وجود تهديدات أمنية دون الخوض في التفاصيل.