خرج المدعو حسن نصر الله في الذكرى السنوية بتاريخ 16 فبراير من هذا العام لإحياء ذكرى تنظيمه الإرهابي، خرج ليتلاعب بالحقيقة فلم يكتف بتضليل الرأي العام، بل بتحدي الوعي العام. خرج بطريقة ساذجة، ثرثر كثيرا كعادته، وجه الاتهام تلو الاتهام، شوه الحقائق، استخدم مصطلح إسرائيل للتلاعب بالعواطف واستمرارا في تنفيذ أجندة إيران في المنطقة التي يدفع ثمنها العرب والمسلمون أجمع، بما في ذلك الطائفة الشيعية. شوه حقيقة أزمة اليمن، وصور ميليشيات الحوثيين وكأنهم فرسان يحمون اليمن من مخطط صهيوني يدار في أروقة الموساد. هكذا هي عادته، كلام بلا بينة، وحديث لا يقبله السفيه فما بالك بعاقل، فمن البديهيات التي أقر بها العالم أجمع أن السعودية هي من تصدر التنمية والاستقرار لدول المنطقة، وتزرع ثقافة الأمل والحياة، بينما النظام الإيراني إرهابي مارق يصدر ثقافة الموت والتطرف والدمار لدول وشعوب المنطقة، ولعل من هنا نفهم معطيات الأزمة اليمنية. حسن نصر الله، كذب الكذبة وصدقها، ونسي أنه قائد تنظيم لا يفقه إلا الإرهاب وتجارة المخدرات والكذب ورفض منطق الدولة ومؤسساتها تحت شعار المقاومة، هذا الشعار الذي يفتقد إلى المضمون جملة وتفصيلا. وكان الأحرى أن يجيب عمن قتل مصطفى بدر الدين القيادي المرموق في تنظيم ما يسمى بحزب الله؟ ألم يكن هو وضباط من المخابرات السورية يستطلعون طريق موكب الشهيد رفيق الحريري قبل اغتياله بأشهر، وألم يخرج مصطفى بدر الدين عبر مطار بيروت إلى دمشق، دون أن يتم تقييد هويته هو ورفاقه في سجلات المطار قبل عملية الاغتيال، فهل تمت تصفيته من قبل النظامين الإيراني والسوري، على غرار التصفيات التي طالت الكثير من العناصر الذين يعرفون الكثير عن اغتيال الحريري؟ ملف آخر وهو دعم النظام السوري لأبناء الطائفة العلوية في جبل محسن وإثارة نعرتهم الطائفية، بإشراف من المخابرات السورية ضد شركائهم في الوطن أبناء الطائفة السنية في باب التبانة، وما نتج عنها من اشتباكات دامية خلال السنوات الماضية. وماذا عن إعلانه لأكثر من مرة الولاء المطلق للولي الفقيه بطهران، مؤكدا في ذات الوقت فخره واعتزازه بهذا الولاء وهو الذي لم يعلن يوما ولاءه المطلق للدولة اللبنانية، وحتى لو أعلن مستقبلا، فإنه لا يجوز في أبسط مقومات المواطنة الصالحة ازدواجية الولاء بين الداخل والخارج، فهي تعني ببساطة خيانة وطنية تستوجب المحاكمة. وعلى كل حال ما سبق من حديث يفوق القدرات العقلية والمعرفية للمدعو حسن نصر الله، لكي يتمكن أقلها من استيعابه، كما أنه في نهاية الأمر مجرد دمية تحرك من طهران.