أقر قادة حلف شمال الأطلسي " الناتو "في ختام قمتهم التى عقدت في لشبونة أمس استراتيجية للخروج من أفغانستان بحلول 2014، مع التعهد بعدم التخلى عنها وتركها فريسة لحركة طالبان. من جانبها أعلنت حركة طالبان أمس أن حلف شمال الأطلسي "مصيره الهزيمة" في أفغانستان، وذلك بعد الإعلان عن بدء انسحاب قواته العام المقبل. وقالت الحركة في بيان "يبدو واضحا أنه بعد تسعة أعوام من الاحتلال فإن مصير الغزاة سيكون الهزيمة أسوة بمن سبقهم". وأضاف البيان أن "زيادة قواتهم واستراتيجياتهم الجديدة وجنرالاتهم الجدد ومفاوضاتهم الجديدة ودعايتهم الجديدة لم يكن لها أي تأثير". وسعى الأمين العام للحلف أندرس فو راسموسن إلى طمأنة الرئيس الأفغاني حامد قرضاي بشأن الجدول الزمني للانسحاب، وذلك في اليوم الثاني من قمة للحلف تشارك فيها 48 دولة تنشر قوات في أفغانستان. وقال "إذا فكر أعداء أفغانستان في أنه يمكنهم الانتظار إلى أن نغادر فإن فكرتهم خاطئة. سنبقى حتى إنجاز مهمتنا مهما استغرق ذلك من وقت". وأوضح "اتفقنا مع قرضاي على شراكة طويلة الأمد ستستمر حتى بعد انتهاء مهامنا القتالية. وأضاف: التوجه الذي نتخذه واضح وهو أننا نسير نحو عملية أفغنة تقضي بنقل المسؤوليات الأمنية تدريجيا إلى القوات الافغانية، على أن، نقوم بعد الانسحاب بدور مساند". ومن المتوقع أن تبدأ عملية نقل المسؤوليات اعتبارا من صيف 2011 على أبعد تقدير وتستمر حتى نهاية 2014. كما ناقش قادة الحلف في قمتهم مع روسيا أمس أيضا القضية الأفغانية، إذ وافقت موسكو على توسيع عمليات نقل الإمدادات إلى القوات الأطلسية في أفغانستان، بحيث لن تقتصر على نقل العتاد بل سيسمح للقطارات بأن تعيد معها معدات أيضا في طريق العودة. وتم أيضا بحث شروط حصول القوات الأفغانية على 21 مروحية روسية الصنع لنقل الجند، وتعزيز التعاون مع موسكو في مكافحة تهريب المخدرات في أفغانستان. إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيلي أمس في لشبونة أن ألمانيا مستعدة لاحتضان مؤتمر جديد حول أفغانستان في نوفمبر 2011 في بون تلبية لطلب الرئيس الأفغاني. وعلى الصعيد الأمني، قتل انتحاريان بدراجتين ملغومتين 4 أشخاص وأصابا 31 آخرين في نقطة تفتيش بمدينة مهترلام عاصمة إقليم لغمان شرق أفغانستان أمس، في هجوم تزامن مع خطط الناتو لإنهاء تواجده الأمني. وفيما أكد حاكم إقليم لغمان محمد إقبال عزيزي الهجوم، وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله إن الهدف كان مسؤولين من الشرطة والمخابرات الأفغانية. وفي إسلام أباد، رفضت الحكومة الباكستانية رسميا طلبا من الحكومة الأمريكية بتوسيع حملات طائرات دون طيار (الدرون) من منطقة القبائل الباكستانية (فاتا) إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية محمد عبد الباسط "إن باكستان لن تسمح مطلقا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي. آي. إيه) بتوسيع حملات الدرون الصاروخية خارج منطقة القبائل. وينبغي عليها إعادة النظر في سياستها في استخدام الحملات الصاروخية على منطقة القبائل الباكستانية". وأضاف "أن هجمات الدرون تخرق السيادة الباكستانية وتسبب خسائر بين المدنيين، ولدى باكستان خلافات معروفة مع الإدارة الأمريكية بسبب تلك الهجمات". وكان عبدالباسط يعلق على تقارير صحفية أمريكية مفادها أن الإدارة الأمريكية تخطط لهجوم صاروخي على قيادات طالبان في ضواحي العاصمة البلوشية كويتا. في غضون ذلك، أحرقت حركة طالبان باكستان 10 ناقلات تحمل إمدادات النفط لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس في منطقة الطريق الدائري في بيشاور عاصمة إقليم خيبر باختونخوا شمال غرب باكستان. كما أطلق مسلحون مجهولون عشر قذائف صاروخية على مدينة سبي بإقليم بلوشستان الجنوبي الغربي فجر أمس مما أدى إلى وقوع خسائر مادية دون خسائر في الأرواح. ميركل والقاعدة رفضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحديث عن تقارير حول خطط لتنظيم القاعدة لشن هجوم على مبنى البرلمان الألماني "البوندستاج". وقالت في أعقاب مشاركتها في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في لشبونة أمس "حتى هيئة مكافحة الجريمة أوضحت مرة أخرى أنه لا توجد تفاصيل حول هذه الخطط يمكن ذكرها الآن". وكانت مجلة "دير شبيجل" الألمانية المقرر أن تصدر غدا ذكرت أن تنظيم القاعدة يخطط لشن هجوم على مبنى البرلمان الألماني في فبراير أو مارس من العام المقبل. ووفقا للمجلة "يخطط الإرهابيون لأخذ رهائن وتنفيذ مذبحة دموية باستخدام أسلحة نارية". ودعت ميركل مواطنيها إلى عدم الخوف، أو التقيد، في حياتهم اليومية رغم التحذيرات الأخيرة، إذ قالت في مقابلة مع صحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية تنشر اليوم "نريد أن نعيش في ألمانيا بحرية وبدون خوف، فلن يصرفنا عن ذلك أي تهديد إرهابي". وأكدت أن "قوات الأمن تفعل كل ما يمكن تخيله من أجل أمننا".