أصحاب المُلك في حيرة، هذه العبارة قالها ل"الوطن" موظف استقبال في إحدى عمائر الشقق المفروشة في إشارة منه لتخبط ملاك الشقق في تحديد أسعار الشقق والغرف، ويقول "هذه أول مناسبة بهذه الحجم تستضيفها عدن، وبالتالي فهم يقصد الملاك لا يملكون الخبرة التي تخولهم تحديد أسعار تتناسب مع "موسم كأس الخليج" كما أسماه". ما ذهب إليه موظف الاستقبال تم تأكيده في أكثر نزل فندقي زارته "الوطن"، ففي مبنى شقق سكنية يقع على ساحل أبين وهو من أكثر المناطق المرغوبة في عدن للسكن "لقربه من ملعب 22 مايو وكذلك من طريق أبين والمركز الإعلامي الرئيس في فندق ميركور" قال مالك الشقق إن قيمة إيجار الشقة المكونة من 3 غرف وصالة هو 80 ألف ريال يمني (1400 ريال سعودي)، دون أن ينسى الاعتراف أن ذات الشقة كانت تؤجر وستؤجر بعد الدورة ب15 ألف ريال يمني، وبحسبة بسيطة نجد أن الزيادة في السعر وصلت إلى 450%. أزمة السكن والإيواء في عدن "نفسية" أكثر منها أزمة حقيقية، وهذا ما كشفته زيارات "الوطن" إلى أحياء "المنصورة، الشيخ، كريتر التواهي، قولد مور والمعلا"، ومصدر الأزمة كما قال مدير نزل الوسام إنها صادفت إجازة عيد الأضحى المبارك "العيد الكبير" كما يطلق عليه أهل اليمن خاصة سكان المحافظات الشمالية والغربية، ويقول "دائماً ما تزدحم عدن في هذا التوقيت بحثاً عن الأجواء الساحلية الدافئة وهرباً من برد صنعاء، وهو يُلمح إلى أن قلة المعروض من الوحدات السكنية والغرف الفندقية يعود لأن أهل هذه المحافظات وخاصة من ذوي الدخول العالية والمتوسطة يقضون العيد على شواطئ أبين، البريقة، قولد مور، الحسوة".والمتجول في شوارع عدن يلحظ ما ذهب إليه مدير نزل الوسام فمعظم السيارات التي تجوب شوارع عدن تحمل اللوحات ذات التقسيم 1، 2، 4 وهي تشير إلى أن مصدر هذه السيارات هي صنعاء، أمانة العاصمة، تعز. ولا يتفاجأ المتجول في لوبي فندق "ميركور" من أن يأتي شخص لك ليعرف نفسه أنه سكرتير محافظ عدن الدكتور عدنان الجفري وأنه على استعداد لتقديم أي عون تحتاجه وخاصة ما يتعلق بالإيواء، وفعلاً ما أن تعرض مشكلتك حتى يجري الاتصالات وتجده أشبه بسمسار عقار ولكنه هنا يقدم "خدمات مجانية يتوجها بابتسامة". مشكلة خيارات المكوث تؤرق على حد سواء الباحثين عن مأوى في عدن وأصحاب الفنادق لأن كثيرا من الصحفيين والقادمين لتشجيع المنتخبات المشاركة يحرصون على أن تكون إقاماتهم في النزل غير محددة بهدف البحث عن "ميزة الأفضل والأرخص" خاصة أن هناك اعتقادا يشمل الجميع يقول إن فورة السكن في عدن ستخمد مع انطلاق البطولة ومغادرة السياح ونهاية إجازة العيد، وهناك من قال إن هذا الخمود سيكون مشابهاً لخمود بركان عدن الصغرى أو "كريتر". وبالعودة لأسعار النزل ذات التصنيف المرتفع والمتوسط لن يجد الباحث عن غرفة في فندق من فئة الأربع نجوم كالميركور غرفة بأقل من 140 دولاراً لليوم الواحد. ومع هذا اللهث عن المأوى نشأ وتضاعف في عدن أعداد دلالي العقار المؤجر وتجدهم في أماكن تجمع الوفود، لكنهم يتميزون باللباقة وحسن التصرف وكأنه قد تم إخضاعهم لدورات في هذا الجانب. ومع تضاعف زوار عدن وللاستفادة من الدخول المتوقعة للبطولة أفرغ عدد من أصحاب الشقق في عدن وخاصة من الملاك الذين ينتمون في الأصل لمحافظات أخرى شققهم التي يمكن الوصول إليها عبر الوسطاء والسماسرة، وإن كان سعر التأجير في هذه الشقق بقي بالدولار. متخصص في العقار قال إن الأيام المقبلة ستشهد هبوطاً كبيراً في الأسعار، مرجعاً الارتفاع الحالي إلى أن اصحاب الشقق يتوقعون قدوم أعداد كبيرة من المشجعين مع الفرق، وقال "أتوقع أن هذا الاعتقاد غير واقعي بالنظر إلى عودة المدارس في جميع الدول الخليجية". ونصح هذا المتخصص الراغبين بألا يبرموا عقود سكن طيلة أيام الدورة بل لأيام قليلة، متوقعاً أن يجدوا بعدها سكناً بسعر مناسب، وقال "ممكن أن تكون هناك خيارات أخرى مثل السكن في أبين التي تبعد فقط 45 كيلومتراً عن عدن". وكان وزير السياحة اليمني نبيل حسن الفقيه قد قال في تصريح سابق إلى "الوطن" إنهم لن يتدخلوا في تحديد أسعار السكن وإن ذلك سيترك لمبدأ العرض والطلب.