رفعت أنقرة وتيرة هجومها على أوروبا، بسبب إصرار الأخيرة على منع مسؤولين أتراك من المشاركة في تجمعات تركية موالية للرئيس رجب إردوغان، ففي تصعيد جديد للتوتر الحاصل بين تركيا ودول أوروبا، استنكرت تركيا سماح برلين لأنصار تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي المناوئ لأنقرة، بالتظاهر في ألمانيا، ضد التعديلات الدستورية خلال الاحتفال بعيد النوروز، واصفة ذلك بأنه «نفاق في مسألة الديمقراطية وحرية التعبير». وقال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم «أوروبا مزدوجة المعايير في قوانينها، وتمارس النفاق في مسألة الديمقراطية وحرية التعبير»، مشددا على أنها صمت آذانها عن المجازر التي تعرض لها المسلمون في البوسة والهرسك، إبان التسعينات. وتابع انتقاداته للدول الأوروبية قائلا «يركلون اللاجئين السوريين: وينصبون الأسلاك الشائكة كي لا يستقبلوهم في بلادهم، ومع ذلك يتحدثون عن القيم وحقوق الإنسان». في السياق ذاته، وعلى وقع الأزمة المتصاعدة بين تركيا، وهولندا، والنمسا، وسويسرا، وقبلها ألمانيا، أعلن الاتحاد الأوروبي خفض الدعم المالي المقدم لغايات مفاوضات انضمام أنقرة للاتحاد. ازدواج المعايير استنكرت وزارة الخارجية التركية سماح السلطات الألمانية لأنصار الحزب الكردي بالتظاهر في مدينة فرانكفورت، السبت الماضي، ضد الاستفتاء على التعديلات الدستورية، الذي ستشهده تركيا في 16 من الشهر المقبل. ووصفت الخارجية التركية في بيان، سماح ألمانيا لأنصار الحزب الكردي بالتظاهر، ووضعها عراقيل أمام النواب الأتراك في لقاء مواطنيهم بألمانيا، كما أوضح البيان إعطاء برلين الإذن لمظاهرة رفعت خلالها شعارات ضد الحكومة التركية بأنها حادثة «تدعو للاستغراب والتفكير على صعيد مكافحة الإرهاب»، مؤكدة إدانتها لتصرف السلطات الألمانية، ولفتت إلى أن الإدانة تم إبلاغها لسفارة برلين في أنقرة. وكانت شرطة فرانكفورت قد منحت بدورها، السبت الماضي، تصريح لمظاهرتين في منطقتين مختلفتين بالمدينة قالت إنهما للاحتفال بعيد النوروز، في خطوة اعتبرت أنقرة أنها تظهر ازدواجية معايير ألمانيا التي منعت مسؤولين أتراك من تنفيذ فعاليات على أراضيها قبل أيام. تقليل الفرص حذّر وزير الخارجية التركي، مولود أوغلو، من أن أوروبا «تنحدر إلى هاوية خطيرة»، في ظل تصاعد خطاب العنصرية ومعاداة الأجانب. كما اعتبر المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، سماح السلطات الألمانية لأنصار منظمة حزب الاتحاد الديمقراطي بالتظاهر ضد الاستفتاء في تركيا «دعما للإرهاب». ويلقي التوتر الحاصل بين تركيا وعدد من الدول الأوروبية بظلاله القاتمة على مستقبل وفرص انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي بحسب الكثير من المراقبين السياسيين. وأكد الخبير الإستراتيجي التركي، محمد دمير باغ، في تصريح إلى «الوطن» أن هذه الأزمة بين تركيا وبعض الدول الأوروبية ستفح المجال لبعض الدول الأوروبية للتحجج ورفض فكرة انضمام تركيا للاتحاد، مشيرا إلى أن المشكلة القائمة حاليا بين الطرفين تطرح تساؤلات حول ما إذا كان الرفض مجرد موقف للأحزاب اليمينية والقومية المتطرفة، أم أنه جزء من رأي عام في أوروبا، لا يقبل وجود دولة مسلمة بحجم وحضور وتاريخ تركيا. عناصر الأزمة - رفض الأحزاب اليمينية التعاون مع تركيا - دول أوروبية ترفض وجود جارة مسلمة - خلافات حول سجل أنقرة بحقوق الإنسان - تباين المواقف حول قضية الأكراد - تعدد الآراء حول مسألة المهاجرين