لكونها "بركة" بكل ما تحمله الكلمة من مدلول، ولأنها مُتعبد ديني، اقتضت الحكمة الربانية أن يتم تشريعها سنة للتقرب والوصول إلى الجنة، باتت "الأضحية" منبعاً للخير والنعيم، صار لشحمها وجلدها أهمية لا تقل عن لحمها وعظمها. فمن شحمها بات الفقير والمحتاج يستطيب الغذاء الحاف الخالي من الدسم، بزفر "الودك" المستخرج من شحوم الأضاحي، لينعم بقيمة غذائية تعوضه عن نقص اللحوم والزيوت. كما أن الكثير من المنتجات الشعبية كالكليجا وغيرها، تتطلب في تصنيعها وتجهيزها مستحضرات هذه الشحوم والدهون. ويواصل المستودع الخيري بجنوب مدينة بريدة ومنذ عام 1417ه مشروع الاستفادة من شحوم وجلود الأضاحي، التي كانت إلى وقت قريب من مهملات الأضحية التي ترمى هدراً بلا فائدة، وذلك باستقبال شحوم أضاحي المواطنين طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، لتتم إعادة تدويرها وتصنيعها، ومن ثم الاستفادة منها بتوزيعها على الكثير من الأسر الموعزة والمحتاجة. وذكر المشرف على مشروع جمع الشحوم في المستودع الخيري بجنوب بريدة إبراهيم التويجري أنه تم استقبال ما يزيد على 38 طناً من الشحوم خلال أيام العيد الحالية، وذلك بعد أن تم تكليف طاقم عمل مدرب لاستقبال تبرعات المواطنين من شحوم الأضاحي، وتوزيعها على مستحقيها. وبين التويجري أن المستودع الخيري ببريدة بدأ بفكرة إنشاء مصهرة للشحوم عام 1417 ه التي لاقت استحساناً وترحيباً من الجميع , ليتم تجميع أطنان الشحوم من المواطنين، ومن المسالخ، وقصور الأفراح، والمنازل، وما يوصله المحسنون بأنفسهم للمستودع . مضيفاً أن مصهرة الشحوم يتبعها سيارات تبريد لجمع الشحوم، وثلاجات ثابتة لحفظها قبل صهرها، كما أن هذه الشحوم تمر بعدة مراحل منها : فرزها وتنظيفها وتقطيعها، ثم صهرها وتعبئتها بصفائح معدنية, لتكون بعد ذلك جاهزة لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين بالمنطقة والمحافظات المجاورة .