قطع تراثية وسبح ملونة بأسعار خيالية وأشمغة وأزياء مكية هي حصيلة ما يبحث عنه الحجاج في الأسواق المجاورة للحرم المكي. ولعل أبرز ما يلفت الأنظار اهتمام الحجاج العمانيين بالسبح القيمة المرتفعة الثمن بينما يبحث حجاج الكويت عن ما يعرف ب"الغبانة المكية". أصوات البائعين المرتفعة تشعر القادم إلى هذه الأسواق بعمق الطابع الديني لاحتوائها على مقتنيات تراثية من المصاحف القديمة والسبح. وفي هذه الأسواق تشاهد أعداد هائلة من الحجاج- خاصة القادمين من دول الخليج- وقد حرصوا على اقتناء القطع التراثية والسبح الملونة المصنوعة من الأحجار الكريمة. في اتصال هاتفي أجرته "الوطن" مع تجار المقتنيات التراثية والسبح والزي المكي, قال سعيد الزهراني- صاحب محل لبيع المقتنيات القديمة- إنه يعمل في هذا المجال منذ 10 سنوات, مشيرا إلى أنه يحرص دائما على جلب هذه البضائع وجمعها طيلة العام من تركيا وسنغافورة والهند وعرضها في موسم الحج, نظرا للإقبال عليها من قبل الحجاج الخليجيين الذين يفضلون شراء هذه الأنواع النادرة. وأضاف أن الأكثر إقبالا على شراء المقتنيات القديمة هم الحجاج العمانيون، فلديهم طابع خاص في انتقاء السبح التي نقوم بإحضارها من سنغافورة واليمن، فهذه السبح مرتفعة الأسعار، فلدينا سبح من حجر الكهرمان يتجاوز سعرها 28 ألف ريال وهذه يفضلها الحجاج العمانيون ويحرصون على شرائها دون أن يكون هناك تفاوض مسبق على الأسعار من قبلهم وأكد أن الحجاج الإيرانيين لديهم هوس في شراء المقتنيات الخشبية التي تكون على شكل مجسمات للحرم المكي، كذلك حرصهم على دفع مبالغ طائلة للحصول على القيم من هذه القطع، فالحجاج الإيرانيون يفضلون الحصول على حامل المصاحف الذي نستورده من الخارج مزودا بتقنية الإنارة الملونة . من جهته أكد تاجر لبيع السبح في أسواق مكة للإنشاء والتعمير مصطفى قيس كل عام نقوم بتوفير أعداد مختلفة من السبح الملونة من الأحجار الكريمة التي نحضرها من مناطق خارج البلاد قبل موسم الحج بعد الاتفاق مع تجار معروفين خارج السعودية وبعد إحضارها نقوم بالتأكد من سمك حبال هذه السبح حتي نتمكن من بيعها على الحجاج الذين يميزون جودة نوعيتها خاصة الحجاج العمانيين، فهذه السبح تمثل لهم مقتنيات لابد من إحضارها من أرض السعودية لديارهم، فالسر في ذلك لاعتقاد سائد بينهم بأن إحضار هذه السبح من مكةالمكرمة له روحانية خاصة لدى الكثير. يقول قيس "كتجار نعرف ما يميز الحجاج الخليجيين عن غيرهم من الجنسيات الأخرى، فنجد حجاج الخليج لهم طابع البحث عن المقتنيات المرتفعة الثمن وبذل أموال طائلة للحصول على القطعة المرادة دون الجدال في الأسعار، فيبذل الحاج الخليجي ما يقارب 60 ألف ريال على شراء السبح والمقتنيات التي يعتبرونها ذكريات من أرض مكة لذويهم". وفي شارع الستين, يمارس عبداللطيف خان- صاحب محل لبيع الزي المكي القديم- تجارته في بيع الزي المكي. وأضاف "ثمة هوس من الحجاج الخليجيين خاصة الكويتين والبحرينيين في شراء الملابس ذات الطابع الفلكلوري الشعبي وحرصهم على اقتنائها". وأشار إلى أنه لديه زبائن عرب يفصل لهم الزي المكي ويطرزه بخيوط من الحرير الأصلي وبألوان زاهية. وبالنسبة للأشعار فإن الزي المكي ذا الجودة العالية يكلف قرابة خمسة آلاف ريال, وتختلف الأسعار أيضا حسب نوع القماش والتطريز بالنسبة لأسعار ما يعرف ب"الغبانة المكية" أو العمامة. والكثير من الحجاج الخليجيين يدفعون مبالغ لشرائها. والغبانة المكية هي عمامة تلف على الرأس، ولبسها بطرق مختلفة يعبر عن أهالي أحياء مكة. أما الزائر لشارع المنصور في مكة, فسيشاهد الجاليات الأفريقية التي تحرص على التواجد الدائم في في الأسواق الشعبية المنتشرة ودائما ما يشترون القطع التراثية التي تجلب من نيجيريا ومالي وكذلك بعض القطع التي تصنع بأيدي حرفيين أفارقة وتمثل التراث الأفريقي من أوانٍ منزلية وتحف ومستلزمات منزلية.