يعاني نحو 1.6 مليون سعودي من نقص الانتباه «ADD» وفرط النشاط «ADHD»، بما فيهم 15% من الطلبة السعوديين «أي نحو 920354 طالبا من 6.135.699 طالبا، حسب إحصاء وزارة التعليم لعام 1435»، وهو رقم يبدو مشابها لأرقام الدول الأخرى، إذ يعاني 11% من الطلبة الأميركيين من المشكلة ذاتها. يعاني نحو 1.6 مليون سعودي من نقص الانتباه (ADD) وفرط النشاط (ADHD)، وهي معاناة سائدة حاليا في المدارس في جميع أنحاء العالم، وذلك حسب ما أكدته دراسة متخصصة أجرتها منال عمر كمال، الباحثة في جامعو ولاية جراند فالي في الولاياتالمتحدة الأميركية ونشرتها المجلة الدولية للبحوث العلمية في العلوم والتكنولوجيا. وفي وقت يعاني 15% من الطلبة السعوديين من فرط النشاط (أي نحو 920354 طالبا من 6.135.699 طالبا حسب إحصاء وزارة التعليم لعام 1435)، يبدو هذا الرقم مشابها لأرقام الدول الأخرى، حيث يعاني 11% من الطلبة الأميركيين من ذات المشكلة، ولذا وافقت وزارة التعليم في المملكة على تنفيذ البرامج المتعلقة بنقص الانتباه وفرط النشاط، لكن المعلمين والمعلمات ليسوا مستعدين تماما للعمل مع القضايا التي تواجههم في صفوفهم مع هذا النوع من الطلاب. ولهذا سعت الدراسة لجمع المعلومات من خلال الاستبيانات والبحوث المتعلقة بنقص الانتباه وفرط الحركة، وتوفير المعلومات ومختلف أنواع الإستراتيجيات لتحقيق الوعي للمعلمين السعوديين، والمرشدين الطلابيين وأولياء الأمور لزيادة التحصيل الأكاديمي في جميع المراحل الدراسية، كما سعت إلى تطوير برنامج ودليل للمعلمين وأولياء الأمور لاستخدام الإستراتيجيات وتوفير المعلومات التعليمية لمساعدة هذه الفئة.
تعريف وتحديد نقص الانتباه وفرط النشاط هي حالة عصبية تتمثل أعراضه الأساسية في فرط النشاط والحركة الزائدة إلى جانب صعوبة التركيز في إتمام الأعمال الدراسية. وقد أظهرت الأبحاث أن هناك ما يقدر ب2.460 مليون طفل يعانون هذه الحالة في الولاياتالمتحدة وحدها، وهم يشكلون 3-5% من عدد الطلاب حسب الجمعية الأميركية للطب النفسي عام 1994. والنجاح الأكاديمي للطفل يعتمد في كثير من الأحيان على قدرته على أداء المهام المكلف بها من قبل المعلمين، وتقليص حجم عامل التشتيت في الفصل الدراسي، وهذه المهارة تمكن الطالب من الحصول على المعلومات اللازمة، وتحديد المهام كاملة، والمشاركة في النشاطات الصفية والمناقشات. وتفتقر المدارس في جميع أنحاء العالم اليوم إلى الإعداد الجيد للمعلمين والعمل مع هذه النوعية من الحالات التي أصبحت أكثر انتشارا في مجتمع اليوم، ولكن الوعي لهذا الاضطراب يتحرك ببطء.
طرح 11 سؤالا واستهداف 14 مدرسة للبنين والبنات هدفت الدراسة لجمع معلومات تتعلق بالتوجهات الحالية للمعلم، ومستوى فهم المرشد وقدرته على استيعاب وجهات نظر ومعتقدات الطلاب الذين يعانون اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة. وتم إنشاء الدراسة تحديدا للتركيز على المعلمين والموجهين في المدارس الحكومية والخاصة في المملكة، وبالتالي فإن الحلول التي تقدمها تستهدف هؤلاء. وأجري الاستطلاع على المعلمين والمرشدين في المدارس الحكومية والخاصة في جدة لتحديد مستوى الفهم حول نقص الانتباه وفرط النشاط، وشمل 11 سؤالا، منها 5 صيغت لتوفير معلومات أساسية عن المعلمين والمرشدين الطلابيين من حيث تمييز الجنس، حي المدرسة، المدارس العامة أو الخاصة، ومستوى الصف، ونوع المدرسة (الابتدائية، المتوسطة والثانوية)، كما وضعت 6 أسئلة أخرى لتقديم معلومات بشأن مستوى الفهم والإدراك من طلاب نقص الانتباه وفرط الحركة في المدارس الخاصة. وأجري الاستطلاع على 14 مدرسة تقع بجدة منها (6 مدارس للبنات و8 مدارس للبنين).
برامج التدريب على اضطراب نقص الانتباه شبه معدومة في المملكة قدم عدد من إستراتيجيات التدريس حول كيفية مساعدة الطلاب الذين يعانون من نقص الانتباه وفرط الحركة، حيث يختلف كل طالب عن الآخر، ويتطلب مستوى مختلفا من المساعدة التعليمية، وعندما يتم إعداد المعلمين والمدارس لتلبية الاحتياجات التعليمية للطلاب سيكونون بالتأكيد قادرين على النجاح. العديد من الإستراتيجيات التعليمية بسيطة ومتاحة وقابلة للاستخدام دون تكلفة إضافية، وبالرغم من وجود كثير من الطلاب الذين يعانون من هذا الاضطراب، إلا أنه لا يزال هناك عدد من المعلمين/ المربين ليسوا على دراية به، في وقت يفترض أن يكون المعلمون أول من يكتشف علامات هذا الاضطراب لدى الطلاب في صفوفهم، وهم المسؤولون عن خلق بيئة تعليمية مواتية لتعليم جميع الطلاب، بما في ذلك المصابون بنقص الانتباه وفرط الحركة. أجريت مونشي (2014) دراسة لتحديد مستوى المعرفة حول تشخيص ADHD وإدارة المدرسات في الإعدادات الأولية ورياض الأطفال، وشملت الدراسة 130 معلما في حي الرصيفة في مكةالمكرمة، وأظهرت النتائج أن أكثر من نصف المشاركين (58.9%) يشعرون بأن لديهم معرفة كافية بهذه الحالة. وكشفت الدراسة أيضا أن المعلمين الذين تبلغ أعمارهم من العمر 25 عاما أو أقل على معرفة أكثر بهذه الحالة من المعلمين كبار السن. وأثبتت النتائج الإجمالية لهذه الدراسة أن هناك حاجة ماسة لتدريب المعلمين في مجال معرفة الأعراض والتشخيص، فبرامج تدريب المعلمين عن هذا الاضطراب في المملكة شبه معدومة. كما ينبغي أن يكون لأولياء الأمور دور في التعاون مع المدرسة بتوفير معلومات أكثر حول الاضطراب الذي يعاني منه أبناؤهم، واستخدام الإستراتيجيات المناسبة. وينبغي أيضا أن يكون المعلمون قادرين على توفير الاتصال المباشر مع آباء وأمهات الطلاب، لخلق وسيلة للتعاون والمساعدة قدر الإمكان.
مضغ العلكة يجذب الانتباه التعزيز الذاتي هو أداة أخرى يمكن للمعلمين تزويد الطلاب بها، فعندما يتعلم الطالب كيفية مراقبة وتنظيم ذاته بعمل أنشطة مختلفة، فإنه يمكن أن يبدأ ممارسة إستراتيجيات التعزيز الذاتي. وقد تتضمن بعض هذه التعزيزات مكافأة أنفسهم بطريقة أو بأخرى، ومن أجل أن يمارس الطالب الرقابة الذاتية، فإنه يحتاج أن يكون منضبطا بما فيه الكفاية. أجريت دراسة من قبل شافر، في منطقة مدرسة لانسينج في ميشيجان، الولاياتالمتحدة، توضح أن تعليم الطالب المهارات التنظيمية، مثل تدوين الملاحظات، يمكن أن يساعد بشكل كبير في تطوير مستواه التحصيلي. دراسة تقوم على تقييم سبعة طلاب متفوقين ممن يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، واقترحت أنه إذا أراد الطلاب أن يكونوا ناجحين فإنهم بحاجة إلى إتقان بعض القدرة في إدارة الوقت والمهارات التنظيمية، من أجل مساعدتهم على الحصول على معدل تراكمي أعلى، وينبغي أيضا أن يكون المعلمون على بينة من الجوانب الأخرى التي تحدث في الفصول الدراسية، والتي قد تؤثر على الطلاب المصابين بهذا الاضطراب، على سبيل المثال، استخدام مفهوم أنماط التعلم لتوفير بيئة تعليمية أكثر ملاءمة للطلاب الذين يعانون من هذا الاضطراب. العوامل البيئية تلعب أيضا دورا مهما فيجب أن يكون المعلمون على بينة مثلا من مستوى الضجيج في صفوفهم، والإضاءة، ودرجة الحرارة، ترتيب الجلوس، والتحفيز الشفوي، وهو عنصر أساسي ومفيد لكثيرين، مضغ العلكة أثناء الدرس كذلك يساعدهم في تلبية حاجتهم في فرط النشاط ويجلب انتباههم. حقوق الطلاب المعانين من نقص الانتباه وفرط النشاط في المملكة تطرقت الدراسة إلى ما يقدم حاليا للمدارس والمعلمين فيما يتعلق بالوعي حول موضوع اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، مؤكدة أن وزارة التعليم أنشأت المشروع الوطني السعودي الذي يعطي الموافقة للمدارس والمعلمين بتوفير برامج تخص هذه الحالة، ومع ذلك فإن مسؤولية تنفيذها تقع على القيادات التعليمية في الوزارة والمدارس. وتستند هذه القرارات على اهتمام الوزارة بالطلبة ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، وفتح برامج لنقص الانتباه وفرط النشاط، وقد وضعت اقتراحا لتوفير الخدمات التعليمية لهذه الفئة من الطلاب، وكذلك نسخة من مشروع وطني للأطفال للعلاج من فرط الحركة، كما وفرت إستراتيجية للخدمات التعليمية والنفسية للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات سلوكية وعاطفية، بما في ذلك فئة الأطفال الذين يعانون نقص الانتباه وفرط الحركة. ويهدف المشروع لتحسين مستوى الأداء في التعامل مع طلاب نقص الانتباه وفرط الحركة، وتقديم تقييم فعال للخدمات، وزيادة الفاعلية مع المختصين في وزارة التعليم، ووزارة الصحة، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وجمعية سلطان بن عبدالعزيز الخيرية، ومستشفى الملك فيصل التخصصي.
أهداف المشروع تعليم وتدريب الطلاب على اكتساب المعارف والمهارات اللازمة لمستواهم التعليمي إلى أقصى حد للوصول إلى أعلى مستويات النجاح، وإعدادهم لحياة مستقلة وتمكينهم من الاندماج في المجتمع. إذا كان الطالب لديه إعاقات أخرى ترتبط مع نقص الانتباه وفرط الحركة ستكون مقبولة من قبل أقرانه. قبول المساواة بين الجنسين في برامج التعليم العام، ويجب تشخيص الطلاب من قبل فريق متعدد التخصصات. وتعليمهم مع الطلاب العاديين، إلا إذا كانت لديهم إعاقات أخرى وفقا للخطة التربوية الفردية التي تحدد البرنامج المناسب لكل قدرات الطالب واحتياجاته. منحت الوزارة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة جميع الخطوات اللازمة لضمان النجاح لديهم في برامجها الدراسية، خاصة تلك المتعلقة بالاختبار والقدرات الأكاديمية، والقدرة التعبيرية، والمهارات التنظيمية. إستراتيجيات وتقنيات تعزز كفاءة طلاب نقص الانتباه 1- إستراتيجيات التدريس الإستراتيجيات التعليمية واحدة من أهم الجوانب الحيوية في إستراتيجيات التدريس، ويمكن للمعلمين السيطرة على صفوفهم، وثقافة صفوفهم وبيئتها، إذ يمكنهم مثلا التأكد من أن الطلاب الذين يعانون نقص الانتباه وفرط الحركة قادرون على الجلوس وسط الصف حتى يتمكنوا من التركيز بشكل أفضل، كما يمكنهم إنشاء روتين للفصول باستخدام إجراءات تساعد الطلاب على التركيز بشكل أفضل، وعدم حدوث تغيرات كثيرة مفرطة. ويمكن وفقا لستيفن بروك وضع الطلاب الذين يعانون هذا النوع من الاضطراب في فصول صغيرة لضمان حصول الاهتمام الفردي، كما ينبغي عدم تكليف هؤلاء الطلاب بمهام صعبة أو طويلة يمكن أن تسبب لهم الإحباط في الصف. وعلاوة على ذلك، ينبغي على المعلمين البحث عن سبل جديدة لعرض المعلومات وعدم تكرار الطريقة، بما يخلق إثارة جديدة للطلاب ويساعد على إبقاء اهتمامهم على المعلم أو المهمة التي أعطيت لهم. كما يمكن للمعلمين استخدام الرسوم المتحركة، والأشياء ذات الألوان الزاهية أو ورقة لإثبات وجهة نظرهم.
2- إرشاد الأقران إرشاد الأقران يزيد مشاركة الطلاب المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في النشاطات الصفية، ويستحسن أن يكون الأقران من نفس جنسهم، وأن يكون لديهم مهارات سلوكية وأكاديمية عالية ليساعدوا بها. يحدث هذا النوع من الإرشاد بتقسيم الطلاب إلى أزواج للدراسة، وهذا النوع من الأسلوب أقل شيوعا لكنه ناجح، وهو يساعد بشكل كبير طلاب الاضطراب على التركيز والانخراط في المهام بشكل أفضل.
3- حاسوب التعليم المساعد إستراتيجية يمكن للمدرسين تنفيذها في صفوفهم، فاستخدام الكمبيوتر يساعد الطلاب الذين يعانون من نقص الانتباه وفرط الحركة على البقاء أكثر في العمل، ويزيد الإنتاجية. وتم إنشاء بعض برامج الحاسوب المخصصة لهذه الفئة للمساعدة في تحفيز عقولهم على أن يصبحوا أكثر تركيزا وتنظيما، وقد وجدت الدراسات أن الطلاب الذين يستخدمون الكمبيوتر في التعليم أكثر إيجابية وإنتاجا من الذين لم يسبق لهم استخدام الكمبيوتر.
4- التعاون مع أولياء الأمور تعاون المعلمين مع أولياء الأمور من أفضل الإستراتيجيات ممكنة الاستخدام، فمن المفيد جدا للمعلم التواصل مع الأهل وتعلم طرق جديدة لمساعدة الطالب. وينبغي أن يكون للمعلم علاقات جيدة مع أولياء أمور الطلاب لتشجيعهم ومساعدتهم أكثر.