الأذان كما نعلمه هو الإعلام بدخول الوقت، أي أنه تنبيه للناس بدخول وقت الصلاة، وهو كما قال صلى الله عليه وسلم "أرحنا يا بلال"، فهو إعلان لوقت يرتاح فيه المسلم، وفضله عظيم، ومتابعته تكسب المتابع مثل أجر المؤذن، وختامه الدعاء بما نقل عنه صلى الله عليه وسلم "اللهم رب هذه الدعوة التامة.. إلخ"، من قالها حلت له شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة. من هنا نعلم أهمية المؤذن وضرورة إعلانه في كل مسجد، ويعتبر الأذان التزاما وإلزاما للمؤذن للقيام به في وقته، وعلى الرغم عما نعرفه عن فضل المؤذن إلا أن المؤسف هو ضآلة مكافأته ولدرجة أنها أحيانا تعادل أو تقل عن رواتب البعض من السائقين، فعند التعيين تبلغ 1555 ريالا لا غير، وإن كانت وصلت إلى 1790 ريالا لمن كان يعمل حين صدور الأمر الملكي رقم أ/ 23 بتاريخ 20/3/1432 ومنذ هذا التاريخ استمر صرف تلك المكافأة، دون أن تشم رائحة الزيادة ولو بعشرة ريالات، وكأنه مكتوب على جبين المؤذن الحرمان من الزيادة، والمؤلم أن البعض من المؤذنين يعتبر تلك المكافأة هي دخلهم، خاصة في بعض القرى. والسؤال ما الذي تفعله تلك المكافأة الضئيلة في حال المؤذن ذي العائلة، وهل تكفي تلك المكافأة لسد احتياجات أسرة كاملة؟ وهنا أقول من المعلوم أن المؤذن يشغل أفضل وظيفة في الدنيا والتي قال عنها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة"، والمؤذن يشهد له في ذلك اليوم كل شيء سمع صوته، وفيما روى البخاري في صحيحه أن أبا سعيد الخدري قال لعبدالرحمن بن صعصعة: "إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت في الصلاة فارفع النداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا أنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة"، فإذا كانت تلك ميزة المؤذنين على سواهم من البشر يوم القيامة، ألا يدعونا هذا لنعطي المؤذن ما يستحقه من أجر الدنيا حتى ولو كان محتسبا، فالاحتساب لا يمنع التكريم، ألا يجدر بنا أن نميز المؤذنين برواتب مجزية؟ هنا أوجه هذا الالتماس إلى وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ صالح آل الشيخ، لينظر إلى هذا الموضوع نظرة فاحصة منصفة ووفقا لنصوص الأوامر الملكية الكريمة التي صدرت مؤخرا بتخصيص مبلغ 3 آلاف ريال كحد أدنى لكل موظفي الدولة وليس المؤذن بمنأى عن موظفي الدولة.