في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي، والذي يتطلب إعداد المعلمين الإعداد المؤهل للتفاعل باقتدار مع وسائل وإستراتيجيات التعليم والتعلم المتجددة، حيث لا مكان للتعليم التقليدي، فالمعلم الفعَّال يغري طلابه ليتعرفوا على مختلف العلوم، ويكتشفوا كل جديد ليصبحوا قادرين على الإبداع والابتكار، لأن العلم أصبح يتطور في عالمنا بسرعة مذهلة، حيث تتضاعف المعرفة وتتوالى الكشوفات العلمية بمعدلات متسارعة، يتبعها تزايد المبتكرات التقنية واتساع التطبيقات الإلكترونية، ولمواكبة ذلك يجب علينا تطبيق عمليات التعليم والتعلم خارج أسوار المدرسة. فهل بمقدور معلم 2017 إنشاء موقع إلكتروني وقناة يوتيوب وحساب على تويتر خاص بكل فصل دراسي للتواصل مع الطلاب وأولياء أمورهم، ليعرض إنجازات أبنائهم وأعمالهم، وليدعمهم ويحفزهم لتزيد الإنتاجية الفكرية والثقافية في المجتمعات التي ينتمون إليها. هل بمقدور معلم 2017 التعاون مع معلمين آخرين من مدينته أو وطنه أو حتى مدن العالم، لمشاركة الطلاب في مشاريعهم وزيادة دافعية الطلاب، حيث يوجد كثير من البرامج والتطبيقات التي يسّرت هذا النوع من التواصل، فبالإمكان استخدام skype أو googlehangout، وما أروع لو تم استضافة الخبراء عن بعد، وذلك عن طريق التسجيل في موقع Microsoft education. ومن الممتع أن نوجه طلابنا إلى البرمجة أو التلعيب، من خلال بعض نُظم إدارة التعلم، باستخدام البرنامج الرائع Edmodo. إلى جانب ذلك، فالمتعة الأكبر سنجدها، دون أدنى شك، في الرحلات الميدانية الافتراضية عبر المواقع والبرامج والتطبيقات المتنوعة، إذ نقوم برحلة مع طلابنا إلى الأماكن التي لا نستطيع الوصول إليها في الحقيقة، ونكتشف العوالم ونحلل ما نراه ونسمعه، ثم نضع مشاريعنا المستقبلية. إني لأتساءل دوما: هل باستطاعة معلم 2017 أن يسمح للطلاب أن يعلموه شيئا جديدا، فقط لا بد أن تكون لدينا القناعة الكاملة بأن هذا لن يقلل من شأننا، بل سيضيف كثيرا إلى مهارات طلابنا ويكسبهم الثقة في أنفسهم. إن ما نريده من متعلم القرن ال21 هو أن يكون صوته مسموعا، وله القدرة على المناقشة والتفكير والبحث، وهو هدف يمكن تحقيقه خلال التعلم القائم على المشاريع. و ما أجمل أن نكون معلمين رقميين، ونقلل من استخدام الورق ما أمكن في الفصول والحصص الدراسية، وجعل معظم معاملاتنا رقمية، خلال استخدام البرامج والأجهزة المختلفة، سواء في أوراق العمل أو الاختبارات أو حتى ملفات الإنجاز. في الختام، أود من أحدهم أن يجيبني عن تساؤلي المطروح: هل بإمكان معلم 2017 أن يكون أكثر توافقا مع عصره؟، ويثبت أن رسالة التعليم هي أشرف رسالة على وجه المعمورة، وأفضل وأروع مهنة عرفها العالم، أم أننا سننتظر معلم 2018 ليفعل كل ذلك أو بعضه؟.