فيما أكمل معتقل جوانتانامو، أمس عامه الخامس عشر، قالت مصادر إن الرئيس الأميركي باراك أوباما، استطاع أن يقلص عدد المعتقلين إلى 59 فقط في الوقت الحالي، كما أن البيت الأبيض بصدد إطلاق مزيد من المعتقلين قبل 20 يناير المقبل، مشيرة إلى أن الرئيس المنتخب دونالد ترمب، توعد بإعادة ملء المعتقل بمن وصفهم ب "السيئين". وكان ترمب أعلن الأسبوع الماضي أن عملية إطلاق السجناء يجب أن تتوقف، محذرا من الإفراج عن مزيد من المعتقلين، في محاولة لوقف أي خطوات في هذا الشأن يمكن أن يقوم بها أوباما قبل مغادرته البيت الأبيض. وقال ترامب في تغريدة "يجب ألا يتم الإفراج عن أي معتقل آخر، هؤلاء أشخاص خطرون للغاية، ويجب عدم السماح بعودتهم إلى أرض المعركة". أكدت مصادر ل"الوطن"، أنه لم يعد في معتقل جوانتانامو أي سعودي، إلا أن المصادر استدركت بالقول "إن كان تبقى أحد هناك فهم لا يتجاوزون شخصا أو اثنين". وتزامن ذلك مع استقبال المملكة 4 يمنيين كانوا موقوفين في المعتقل الشهير، والذين شكلوا الدفعة الثانية من نزلاء المعتقل اليمنيين ممن وصلوا السعودية بعد مجيء 9 يمنيين في أبريل الماضي، وكلا الدفعتين وافقت المملكة على استقبالهما، بعد طلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي. وتخضع السعودية العائدين من المعتقل إلى برامج مناصحة في مركز الأمير محمد بن نايف، وتم إرسال اليمنيين العائدين من المعتقل للاستفادة من خدمات المركز، لبدء حياتهم الجديدة على أسس سليمة. نشأة المعتقل كان الرئيس السابق جورج بوش افتتح معتقل جوانتنامو في يناير عام 2002، ليؤوي السجناء الإرهابيين المشتبه بهم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001. وضم المعتقل الذي يقبع في قاعدة بحرية أميركية جنوب شرق كوبا، نحو 779 سجينا عند افتتاحه، وشكّل السجناء الأفغان والعرب نسبة تزيد على 60% من عدد المعتقلين، على الرغم من وجود نسبة أخرى تمثل نحو 50 جنسية مختلفة. وأطلق الغالبية العظمى من السجناء في عهد إدارة بوش، في حين توفي 9 سجناء داخل المعتقل، كما وافق أوباما بعد ذلك على عمليات إطلاق سراح دورية شملت إجمالي 161 سجينا، وترحيلهم إلى دول مختلفة. محاربة الإرهاب يرى الرئيس أوباما أن وجود المعتقل يضر بشراكة بلاده مع الدول التي تساعد في تلبية احتياجاتها في حربها على الإرهاب، مضيفا أن خليج جوانتانامو يتناقض مع القيم الأميركية ويقوّض موقف البلاد في العالم، وهو موقف يعتمد على إعلاء مبدأ سيادة القانون. وفيما لم توجه إلى معظم نزلاء المعتقل أي اتهامات، انتقد أوباما في فبرايرالماضي، تلك الممارسات، قائلا "لا يوجد اتهام واحد بحق أولئك النزلاء". يأتي ذلك، وسط تحليلات تشير إلى أن بقاء المعتقل يشجع على تجنيد المتشددين، لافتة إلى أن السجين يتكلف 445 مليون دولار سنويا، وهي تكلفة باهظة. تعقيدات الإغلاق لم يغلق المعتقل في عهد أوباما، نظرا لأن ذلك يتطلب موافقة من الكونجرس، وهي خطوة بالغة الأهمية، خاصة أن كلا المجلسين في الكونجرس تسيطر عليهما أغلبية من الحزب الجمهوري، كما أن كثيرا من الجمهوريين يساندون الإبقاء عليه. وفي وقت سابق، انتقد رئيس لجنة الشوؤن الخارجية بمجلس النواب، الجمهوري إيد رويس، التصريحات الأخيرة لأوباما، وقال "مرة أخرى يطلق إرهابيين لدول أجنبية يشكلون تهديدا"، وقال سياسيون من كلا الحزبين، إن سجناء جوانتانامو لا ينتمون إلى الأراضي الأميركية وليسوا في سجون مدنية، ويقولون إنهم شديدو الخطورة.