ودعت مدينتا جدة ومكة المكرمة أمس أربعة سعوديين من ضحايا الهجوم الإرهابي الذي وقع على مطعم في إسطنبول عشية رأس السنة، حيث تم الصلاة عليهم ودفنهم أمس في مقبرتي أمنا حواء والمعلاة اللتين شهدتا أعدادا كبيرة من الأهالي والمسؤولين وعدد من القناصل. يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه مفوض القنصلية السعودية في إسطنبول عن العثور على سعودي مفقود في الحادثة وحالته الصحية مستقرة . مقاومة المجرم قال عمر الفضل شقيق الضحيتين التوأم أحمد ومحمد الفضل إن "التقرير الصادر من الطب الشرعي بتركيا بين أن شقيقيه تلقيا طلقات بالرأس والصدر والرقبة". وكشف أن التحقيقات أوضحت أن شقيقه أحمد قاوم المعتدي الذي كان في مواجهته وتعارك معه، للدفاع عن نفسه وعن شقيقه، ولكن الجاني أصابه بسبع رصاصات في فمه ويده ورأسه وصدره، ثم توجه نحو شقيقه ليصيبه بأربع رصاصات بالرأس والصدر، مضيفا أن إهمال تأمين المطعم تسبب في سقوط عدد كبير من الضحايا، وإزهاق أرواح شابة بريئة بيد الغدر والإرهاب. وأبان الفضل أنه عاش أصعب لحظات حياته عندما اطلع على شهادتي الوفاة الخاصتين بشقيقيه، وقال "ما الذنب الذي ارتكبه شقيقاي كي يغدر بهما وتضيع حياتهما على يد هذا المجرم الذي يخلو قلبه من الرحمة ". وأشار الفضل إلى أن شقيقيه كانا شابين يافعين يبلغان 24 عاما، وكانا متفاهمين ويخططان سويا، حيث تخرجا من الجامعة هذا العام، وكانا يحلمان بالمستقبل وطموحات أغلبها تتمحور في خدمة الوطن، ولكنهما قضيا في عمر الزهور. لبنى وصديقتها قالت ميادة غزنوي شقيقة الضحية الثالثة لبنى غزنوي التي وصل جثمانها فجر الثلاثاء مطار الملك عبدالعزيز الدولي، إنها شاهدت جثة شقيقتها بمقر الطب الشرعي بتركيا، بعد وقوع الحادث الإرهابي الذي طال ضحايا مطعم «رينا» بإسطنبول، وتعرفت عليها وعلى صديقتها نورة البدري التي لقيت مصرعها برفقتها. وبينت أن جثمان شقيقتها وصل إلى جدة مع جثماني التوأم، وتم الصلاة عليها بالحرم المكي، ومن ثم دفن أمس في مقابر المعلا. تحديد شخصية المتهم أوضح القنصل التركي فكرت أزور الذي حضر صلاة الجنازة على الفقيدين آل الفضل ل«الوطن» أن «الشرطة التركية جمعت معلومات عن المشتبه في تنفيذ الاعتداء على رواد مطعم رينا، من خلال أحد الناجين، حيث تبين أن المتهم من مواليد عام 1988 من منطقة قرغيزستان بتركستان الشرقية، وجاء إلى تركيا برفقه زوجته وابنه في نوفمبر 2016، ونزل بعد وصوله في شقة صغيرة بولاية قونيا». وأضاف أن «الجاني مجرم محترف وإرهابي تدرب على استخدام الأسلحة، وأطلق ما يقارب 180 طلقة على الضحايا، ويعتبر المتهم الوحيد بالواقعة، وتبحث السلطات التركية عن بقية المساعدين له»، مشيرا إلى أن الشرطة التركية اعتقلت 12 من المتشبه بهم. وأوضح أزور أن «التقارير الأولية التي أعلنتها السلطات التركية بينت الحرفية العالية التي يتمتع بها منفذ الهجوم الذي استخدم سلاحاً من نوع كلاشينكوف 7.62 mm AK- 47، حيث تعمّد تصويب سلاحه نحو مناطق الرأس والصدر والظهر لإسقاط أكبر عدد من الضحايا، حتى أن بعض الرصاصات اخترقت جسد أكثر من شخص في آن واحد، ومع الهرج الذي حدث بموقع الحادثة وإصابة المتواجدين في المكان بالرعب، تمكن المجرم من تغيير خزانة سلاحه، وهو ما أدى لسقوط عدد أكبر من الضحايا». جثامين تصل اليوم أكد مفوض القنصلية السعودية بإسطنبول عبد الله الرشيدان أنه تم العثور على سعودي كان مفقوداً وأنه بصحة جيدة، مشيرا إلى أن حكومة المملكة وقنصليتها تتابع باهتمام ترحيل بقية جثامين الضحايا بعد التعرف عليهم من قبل ذويهم. وأضاف أن «إجمالي عدد الضحايا السعوديين 7، وصل جثامين 4 منهم ، التوأم محمد وأحمد الفضل، ولبنى غزنوي، ووسام الجفري، بينما عدد المصابين 13، منهم 6 سيدات و7 رجال، خرج بعضهم من المستشفيات بعد تلقي العلاج»، مشيرا إلى أن السلطات التركية وضعت جدولا لتسليم الجثامين، وسوف تصل اليوم جثامين بقية الضحايا.