على ارتفاعات شاهقة وبحبال مدلاة، يتأرجح عمال بقلوب من حديد، لتنظيف واجهات المباني الزجاجية، وهي المهنة التي يرفض الكثيرون الانخراط بها لخطورتها، خاصة بعد أن سجلت مدينة الرياض حالة وفاة لعامل من جنسية عربية إثر سقوطه من منصة تنظيف أثناء أداء عمله في أحد المباني. تضارب حول الرخصة قال أحد العاملين في تنظيف الواجهات الزجاجية للمباني عالية الارتفاع "رفض ذكر اسمه" إن "هناك تعليمات صادرة من إدارة الدفاع المدني تخص المهنة ومزاوليها، ومنها أهمية وجود رخصة"، فيما نفى آخر موضوع الرخصة، وقال إنه يعمل وفق إجراءات السلامة التي تحددها الشركة التابع لها. وذكر ثالث أن "أغلب العاملين في هذه المهنة من الجنسية المصرية، وذلك من خلال شركات تعمل في مجال التنظيف عامة كتنظيف المنازل، والخزانات، وواجهات المباني الرخامية والزجاجية". 500 ريال في اليوم عن المرتبات التي يتقاضاها العاملون في تنظيف الواجهات الزجاجية، أفاد أحد القائمين على إحدى الشركات "رفض الكشف عن اسمه" أن "بعض الشركات تمنح العمالة التي تملك الخبرة راتبا شهريا يبدأ من 4 آلاف ريال ويصل إلى 7 آلاف ريال، إضافة إلى منح العامل نسبة مئوية زيادة على المرتب الشهري يتم تحديدها بحسب مساحة الواجهة الزجاجية وطولها". فيما أكد آخرون أن هناك شركات تعتمد على ما يعرف ب"اليومية" أي محاسبة العامل يوميا بواقع 500 ريال عن كل يوم عمل، في حين تعتمد شركات أخرى على النسبة فقط بعد تحديد مساحة وطول الواجهة المراد تنظيفها. عشوائية تتحدى الخطر "الوطن" التقت بعدد من عمال تنظيف واجهات المباني في 3 مواقع بجدة وهي بحي البوادي في شارع الملك فهد مقابل كوبري الخشwب، وبجوار دوار الدراجة، وكوبري العمال في الكيلو 7. قال أحد العمال وغالبيتهم من الجنسية الباكستانية تليها الهندية إنه يعمل مقابل 200 ريال يوميا، بما يعادل 25 ريالا في الساعة، وأن العمل متقطع على أيام متباعدة. وأضاف آخر أن "تنظيف المباني المرتفعة ليس بحاجة إلى دراسة أو دورات تدريبية، إنما يحتاج إلى قلب قوي لا يخاف من المرتفعات، والخبرة التي تأتي بالممارسة المستمرة". وأبان عامل أنهم لا يتحملون تكاليف الونش الذي يحملهم أثناء تنظيف الزجاج، وتابع قائلا إن "تكلفة الونش في حال إذا كان المبنى في حدود 4 أدوار 600 ريال يوميا، و200 ريال في الساعة، أما إذا كانت البناية من 4 أدوار إلى 10 أدوار فتكلفته 1000 ريال يوميا، و300 ريال في الساعة". سبايدرمان أوضح القائم على إحدى الشركات، أن "المباني التي يقل ارتفاعها عن 30 دورا يتم العمل فيها باستخدام الرافعات أو الصناديق المعلقة والتي تتدلى من الأسطح، أما المباني التي يزيد طولها عن 30 دورا أو التي لا يمكن للرافعات الوقوف أسفلها فإن تنظيف واجهاتها أصعب، ويقوم بهذه المهمة رجال يعرفون في أوساط المهنة بلقب سبايدرمان". وأبان أن "سبايدرمان يتدلي من سطح المبنى بحبال موصولة بمعدات آلية تنزلهم للمستوى المطلوب، وتسحبهم بعد انتهاء عمليات التنظيف"، مشيرا إلى من يقومون بهذا العمل من الجنسية اليمنية. نظامية العاملين حول مدى نظامية العاملين في تنظيف الواجهات الزجاجية العالية، قال المركز الإعلامي لأمانة جدة في رده على استفسار "الوطن" إن "من ضمن اشتراطات منح الرخصة لدى الأمانات لشركات التنظيف وجود تصريح من قبل إدارة الدفاع المدني بعد استيفاء إجراءات السلامة، وهو شرط للحصول على رخصة مزاولة المهنة، وبما أن هذه الشركات تعمل في مجال النظافة العامة، وليس في نشاط بعينه مثل تنظيف واجهات المباني، فإن التصريح الذي يحصل عليه المستثمر من الدفاع المدني يشمل كافة نشاطات التنظيف، وما يخصها من إجراءات السلامة المقررة". فرصة للدفاع المدني قال المتحدث الرسمي للدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان ل "الوطن" إن "منح تصريح لشركات النظافة ليس من اختصاص الدفاع المدني"، إلا أنه طلب منحه فرصة للتأكد من تبعيتها للدفاع المدني من عدمه، أو أنها تتبع لأمانات المدن، ورغم الاتصالات المتكررة، ووعده بالرد في أقرب فرصة، لم يتسن الحصول منه على رد حتى كتابة هذا التقرير.
