فيما سجلت عدد من مدن المنطقة الشمالية أمس درجات حرارة دون الصفر، واكتست رداء أبيض، استفز قريحة الشعراء، واستقطب عدسات المصورين من الهواة والمحترفين، توقع خبير فلكي أن يشهد فصل الشتاء الذي يبدأ اليوم، سيطرة مرتفع سيبيري بارد جدا على أجواء الجزيرة العربية خلال فصل الشتاء الذي يستمر ثلاثة أشهر، يتخلله تساقط الثلوج على الأجزاء الشمالية من المملكة. تغييرات مناخية مختلفة أوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الباحث عبدالعزيز المرمش الشمري ل"الوطن"، أن فصل الشتاء هذا العام يبدأ يوم 22 ديسمبر في النصف الشمالي من الكرة الأرضي، حيث تتعامد الشمس على مدار الجدي في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، وهذا ما يطلق عليه فلكيا "الانقلاب الشتوي"، مضيفا أنه يأتي ضمن الدورة الشمسية الرابعة والعشرين التي بدأت عام 2008، فيما كان منتصف الدورة في مايو عام 2013، ومن المقدر أن تكون نهاية الدورة الشمسية الرابعة والعشرين في عام 2020. وأشار الشمري إلى حدوث تغيرات كبيرة في الطقس والمناخ على الكرة الأرضية خلال الدورة الشمسية الحالية، مختلفة تماما عن الدورات السابق، متوقعا أن يستمر فصل الشتاء ثلاثة أشهر حتى 21 مارس 2017. وبين الشمري أن لفصل الشتاء ثلاثة بروج هي "برج الجدي وبرج الدلو وبرج الحوت"، ولفصل الشتاء سبعة منازل من منازل (أنواء) القمر وهي: نوء القلب ونوء الشولة ونوء النعايم ونوء البلدة ونوء سعد الذابح ونوء سعد بلع ونوء سعد السعود. وتوقع أن تتأثر 3 مناطق في المملكة بالمرتفع السيبيري، الذي ينتج عنه تساقط الثلوج على منطقة الحدود الشمالية في كل من عرعروالقريات والجوف وحزم الجلاميد ورفحاء، وقد يصل إلى منطقتي حائل وتبوك خلال الأيام المقبلة.
ثلوج الشمال تستثير الشعراء استثارت مشاهد سقوط الثلج الذي غطا مساحات كبيرة شمال المملكة أمس، قريحة الشعراء، وشبه عدد منهم طيبة قلوب أهل الشمال ببياض الثلج، الذي كسا مناطقهم، كما وجد هواة التصوير والمحترفون في مناظر تساقط الثلج، مادة مغرية لرصد وتوثيق حالة مناخية غير معهودة، شهدتها بعض مناطق المملكة خلال السنوات الثلاث الماضية، واستمرت إلى هذا العام، ونشر عدد منهم نتاج أعمالهم للمناظر الشتوية الجميلة في مواقع التواصل الاجتماعي.
موجة باردة توقعت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في تقريرها عن حالة الطقس هبوب موجة باردة تنخفض معها درجات الحرارة على المناطق الشمالية والغربية ومن ثم الوسطى والشرقية للمملكة، ويصحب هذا الانخفاض نشاط في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار، تحد من مدى الرؤية الأفقية على وسط وشرق المملكة. في حين تكون السماء غائمة جزئيا إلى غائمة على شمال وجنوب غرب المملكة، تتخللها سحب رعدية على مرتفعات جازان وعسير والباحة، تشمل الأجزاء الساحلية منها، كما يتوقع تكون الضباب والصقيع على منطقتي الحدود الشمالية والجوف.
طريف ترتدي البياض زحفت المساحات البيضاء، التي كونتها الثلوج المتساقطة على بلاد الشام إلى المناطق الشمالية، حيث شهدت محافظة طريف فجر أمس تساقطا للثلوج استمر حتى ساعات الصباح الأولى. واستفاق المواطنون على صور وأخبار للثلوج دون أن يراها عدد منهم بشكل كامل، بعد أن ذابت نسبيا من الطرقات والممرات وسفوح الجبال مع شروق الشمس الجزئي. ودفع الثلج ببياضه الأهالي للخروج إلى اللعب بالثلج في الطرقات، رغم أن الوقت كان متأخرا بعد الساعة 2 صباحا، حيث خرجوا إلى الساحات والمتنزهات البرية، يلهون بكرات الثلج.
غياب الطلاب يأتي ذلك تزامنا مع رفض تعليم الحدود الشمالية تعليق الدراسة أمس، رغم مطالب عدد من الأهالي جراء الحالة الجوية التي تشهدها المحافظة، الأمر الذي قابله عدد كبير من طلاب المدارس بالغياب. وتسببت الثلوج التي امتدت من منطقة حزم الجلاميد إلى طريف غربا في توقف عدد من الشاحنات، التي تسلك طريق الشمال الدولي، دون وقوع حوادث تذكر، في وقت باشرت فيه فرقة الطوارئ في بلدية طريف مهامها داخل المحافظة لإزالة الثلوج من الطرقات، كما باشرت سحب وتصريف تجمعات المياه، وعملت الرافعات على سحب السيارات العالقة ومساعدتها. وتطورت روح الطرافة خلال حضور العاصفة الثلجية، فاستغل بعض الشباب صور الثلج ودبلجتها بإدخال "البطريق" و"الدب" لتكون حاضرة في ثلوج الشمال ولو في الصور فقط، فانتشرت في الصور المدبلجة عبر وسائل التواصل والاتصالات الحديثة. إلى ذلك، اضطر عدد من أهالي بعض المحافظات والمناطق في شمال المملكة إلى جمع بعض الصلوات، ومنهم من أقامها في منزله بسبب البرد القارس، إذ وصلت درجة الحرارة الصغرى إلى أربع تحت الصفر، وذلك في القرياتوالحدود الشمالية.
ازدحام بمحطات الوقود مع وصول الزائر الأبيض إلى منطقة الحدود الشمالية فجر أمس، شهدت محطات الوقود على الطريق الدولي "عرعر- طريف" ازدحاما بالسيارات إضافة إلى بيع كمية كبيرة من الحطب. وسجلت ثلوج طريف الحضور الأول في الساعة الثالثة صباحا، وحزم الجلاميد "100 كلم"، وتعتبر أكثر قرية ترقب فيها أهالي طريف وعرعر الثلج نظرا لموقعها في المنتصف، حيث تبعد عن طريف نحو 150 كلم. يذكر أن الثلج بدأ في الذوبان عند الساعة الواحدة ظهرا مع ارتفاع نسبي في درجة الحرارة التي وصلت إلى 4 مئوية.