أكد رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل أن تطور المملكة واجه مختلف التحديات منذ بداية مرحلة التأسيس، غير أن السياسات الحكيمة التي انتهجها قادة المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى الوقت الحاضر كان لها دور كبير في تجاوز تلك التحديات والتي كان من أبرزها مشاكل الغلو والتطرف وممارسات الإرهاب وتداعيات حرب تحرير الكويت وأحداث 11 سبتمبر خلال السنوات الماضية". جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها في جامعة سيراكيوز الأميركية مساء أول من أمس وحضرها عدد من الأكاديميين والمهتمين بدراسات الشرق الأوسط في الولاياتالمتحدة. وأوضح الأمير تركي الفيصل أهمية دراسة تاريخ المملكة العربية السعودية للتعرف على مراحل التطور التي مرت بها المملكة وصولاً إلى موقعها المرموق بين دول العالم المعاصر. وعرض سموه في بداية المحاضرة الموقع الجغرافي للمملكة العربية السعودية ومكانتها الدينية والتاريخية ودورها في قيام الحضارة العربية والإسلامية. وأشار الفيصل إلى الأوضاع التي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية في أوائل القرن العشرين، وإلى الإنجاز التاريخي العظيم الذي حققه جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله في توحيد أجزاء المملكة وبسط الأمن والعدل في ربوعها وإرساء دعائم دولة إسلامية حديثة تأخذ بأسباب النمو والتطور بثقة واقتدار. وبين الفيصل الجهود التي بذلها قادة المملكة في مجال التطوير والإصلاح وترسيخ ثقافة السلام والحوار، قائلا "إن من معالم هذه الجهود إصدار نظام الحكم الأساسي وتكوين مجلس الشورى ومجالس المناطق وإصدار نظام هيئة البيعة، إلى جانب العدد الكبير من الأنظمة الإدارية والتنظيمية التي صدرت لمواكبة تطور المملكة في مختلف المجالات". وأشار إلى النتائج الإيجابية التي أسفر عنها برنامج الحوار الوطني الذي دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بوصفه ملتقى للمشاركة في بحث اهتمامات المجتمع السعودي وتوسيع دائرة الحوار حول القضايا العامة. ووصف سموه الإصلاحات التي تجري في المملكة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأنها من أهم مراحل بناء دولة عصرية يتعمق فيها شعور الولاء والمواطنة والحفاظ على مكتسبات الوطن والمضي بها قدما إلى الأمام. وأشار الفيصل إلى عمق الشعور الوطني الذي عبرت عنه الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية وقال "إن وكالات الأنباء العالمية اهتمت بوصف الاحتفالات باليوم الوطني في تقاريرها الإخبارية". ونوه بدور الإعلام والصحافة السعودية في ممارسة حرية التعبير وطرح قضايا المجتمع، إلى جانب اهتمام المسؤولين في الدولة بتوفير الحقائق والمعلومات، مؤكدا متابعة القراء في المملكة لما تنشره وسائل الإعلام الخارجية. كما أشار إلى افتتاح عدد من مكاتب وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية في المملكة، منوها بدورها في متابعة ونشر أخبار المملكة على مستوى العالم.