وصف أستاذ قسم الأدب بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله الرشيد، الشاعر "حيدر العبدالله" بأنه شاعر مبدع، مبيناً أن قصيدته التي يتداولها الشارع تحت اسم "سكنانا" جيدة، ولكن خانها الإلقاء، جاء ذلك في الأمسية الشعرية التي أقيمت أمس الأول بأدبي الرياض وأدارها الدكتور سعود اليوسف، وشهدت حضورا كبيرا، ميزها بالحوار والمداخلات المفتوحة. تمييع اللغة قال الرشيد إن تميّع اللغة من قبل الأكاديميين يعد مصيبة، مستغرباً استخدام اللهجة العامية في المناقشات العلمية، ومؤكدا أن التعليم لن ينفك عن الشعر وله أثر شديد في ترسيخ القيم، مضيفا، أن بعض الشعراء يكونون بوقاً لتبنيهم رأي غيرهم، مشيرا إلى أن الاستجابة للمغريات الإعلامية أخرجت لنا شعراء ضعافا، مؤكدا أن سلطة النقد في هذا الزمن لابد أن تكون شديدة على الشعر، لأن الاستجابة للمغريات الإعلامية وما يتصل بها من مناسبات قد تخرج شعراً رديئاً، وعن محاولات تفصيح العامية يقول الرشيد، إن العامية هي اللغة الدارجة، مقسما إياها إلى قسمين قسم عامي فاسد، وقسم دارج أصله فصيح. وأنشد الرشيد بعض القصائد منها رباعية "سجايا" قال فيها: في قصيدي شيءٌ مثيرٌ يجلي قلق الروح وارتباك الضلوع تنطفئ صبوة الحروف إذا ما نادمتهن همهمات الصقيع خطأ التصنيف المذهبي أبدى الرشيد اعتراضه على مصطلح الأدب الإسلامي، موضحاً أن الأدب لم يوصف بأنه أدب بالنظر إلى مضمونه بل بالنظر إلى شكله، حيث يرى أن الأدب الإسلامي هو تربية وثقافة إسلامية فقط، أما الشكل فلا يمكن أن يصنف أنه أدب إسلامي، لأن الأشكال محايدة، لا تصنف على أساس مذهبي أو ديني أو غيره، فلا يوجد بحر طويل إسلامي أو بحر قصير إسلامي في الشعر وكذلك القافية والصورة، وهذا المصطلح لم يقدم شيئا وحصر المعنيين به في دائرة ضيقة، وأشار إلى أن الشعر يبقى فاعلا عند ذوي الأذواق المرهفة، ولكن شعراء الفصحى لهم يد في تراجع التذوق الشعري بسبب اتجاهه للنخبوية، وعند نزوله قليلا يتذمر الشعراء ويصفونه بالنظم مبعدين عنه صفة الشعر، ولا يبرئ الرشيد وسائل الإعلام من مساهمتها في تراجع اللغة والشعر، حيث ذكر أن فتحها الباب لكل فساد لغوي بكل صفاقة دون مبالاة أحد أسباب تراجع اللغة، ودعا الرشيد، التعليم إلى إعادة النظر في مقرراته في مناهج اللغة العربية، مبينا أن عدم وجود اختبار في مادة اللغة العربية في مراحل التعليم العام يعد إساءة للغة، وقال إن هناك أدباء عرب يتاجرون بأدبهم، معطيا مثالا على ذلك كتاب "البنات في الشعر السعودي"، قائلا بأن ما جاء فيه يخجل أن يكتبه صحفي مبتدئ فكيف بدكتور جامعي.