تأكيدا على تطور الخدمات في المشاعر المقدسة، عادت ذاكرة مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، الأمير خالد الفيصل بالحاضرين أمس في ورشة العمل المخصصة للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، إلى عهد والده الملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله. وفي منتصف منصة الورشة، ألمح الأمير خالد الفيصل إلى قصته عندما كان يشاهد - وهو طفل صغير - والده يرمي جمرة العقبة الصغرى، ممتطيا صهوة جواده، ثم ينتقل بعد سرده إلى العصر الحديث، فيقول: "أما اليوم فحجاج بيت الله يصلون لرمي جمراتهم، على متن قطار المشاعر السريع"، وهي دلالة على الخدمات التطويرية التي شهدتها المشاعر. تجلي المزايا أكد الأمير خالد الفيصل، أن السبب وراء نجاح موسم حج العام الماضي - بعد توفيق الله - إخلاص النوايا وتجلي المزايا. وقال خلال تدشينه أمس ورشة أعمال الحج السنوية الثانية، تحت شعار "صياغة التخطيط التكاملي لموسم حج 1438": "بداية أسأل الله التوفيق والسداد وأن تتكلل جهود الجميع بالنجاح، كما حدث في العام الماضي، حيث كان موسم الحج مضربا للمثل، فالشكر لكم ولكل من أسهم في هذا النجاح". وأضاف الأمير خالد الفيصل "لا أبالغ عندما أبدأ الشكر والتقدير من القمة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - الذي دوما ما يولي مكة والحج والعمرة أهمية بالغة"، "وأردف الفيصل" خلال العام الماضي حين زار - يحفظه الله - الحرم قال "إن كل ما يحتاجه هذا المكان سيتحقق بإذن الله". وأشار أمير منطقة مكةالمكرمة، إلى أن خادم الحرمين الشريفين وجهّ بالاستعجال في إنهاء الدراسة الأولية لمشروع تطوير المشاعر المقدسة، مؤكدا أنها انتهت وفي طريقها لمقامه، يحفظه الله. عوامل النجاح استطرد الأمير خالد الفيصل "أذكر بكل اعتزاز وتقدير وعرفان أخي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف الذي تبدأ منه التعليمات إلينا وتنتهي إليه بعد مراجعتها من قبل اللجان الخاصة ومن هناك تصدر الأوامر بسرعة التنفيذ، فكل الشكر والتقدير لهذه الشخصية المميزة". وثمّن أمير منطقة مكةالمكرمة الجهود التي بذلتها الجهات الحكومية والأهلية ومن شارك من الرجال والنساء في تقديم الخدمة لضيوف الرحمن، قائلا "أقول لهم بكل عرفان أشكركم من كل قلبي وأعتز بمشاركتكم في هذا العمل الإيماني". وعن عوامل نجاح موسم حج 1437 - بعد توفيق الله - ذكر الأمير خالد الفيصل: "خلصت النوايا.. فتجلت المزايا.. فنجح الحج"، وأضاف "إن ما وصلنا إليه اليوم بعد توفيق الله ما هو إلا نتيجة لما أسس له وبناه الآباء والأجداد وأصبحنا أكثر الشعوب قدرة على إدارة وتنظيم الحشود منذ عهد إبراهيم عليه السلام وحتى وقتنا الحاضر". وأكد على ضرورة أن تكون مكةالمكرمة والمشاعر وجدة والطائف مدنا إسلامية عصرية ذات هوية سعودية، قائلا "من لا يستطيع أن يسهم في تحقيق هذا الحلم فليتخلى عن المسؤولية وليترك المجال لمن هو أجدر منه لتحمّل المسؤولية". تكريم المشاركين كرّم أمير منطقة مكةالمكرمة الجهات المشاركة في الحج، ثم بدأت أمس ورش العمل بمشاركة 130 خبيرا يمثلون 45 جهة حكومية وأهلية تقدم خدماتها في موسم الحج بمناقشة آليات وسبل تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، بما يحقق تطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، الرامية لتطوير كل ما من شأنه خدمة الحجاج، ويوفر الأمن والراحة لهم، منذ بداية رحلتهم الإيمانية، وحتى عودتهم لأوطانهم. رفع دراسة تطوير المشاعر للمقام السامي أكد مستشار أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة التحضيرية للحج الدكتور هشام الفالح في تصريح صحفي أن إمارة منطقة مكةالمكرمة سترفع الدراسة الأولية لمشروع تطوير المشاعر المقدسة للمقام السامي خلال أسبوع من الآن، وهي من مخرجات ورشة العمل الأولى للعام الماضي، وتتضمن الدراسة مشروعا كاملا للمشاعر فيما يخص البنية التحتية ووسائل النقل وربط الحرم المكي بالمشاعر، إضافة إلى المشاريع المقترحة، ومنها المرحلة الرابعة من النقل الترددي، نفق خدمات تحت الأرض يربط مشعر عرفات بجسر الجمرات، حيث سيتم نقل كافة الخدمات المقدمة فوق الأرض خلال هذا النفق، وسيكون ممرا سهلا لسرعة الوصول لأي حالة طارئة، إضافة إلى إنشاء نفق آخر يربط منشأة الجمرات بالحرم المكي الشريف، اعتماد الفكرة والتصميم الأولي المقترح للبناء على سفوح جبال مشعر منى، ربط خط القطار الجنوبي بمقرات الإسكان في المشاعر. وأضاف الفالح أن المدة الزمنية لتنفيذ هذه المشاريع تصل إلى 6 سنوات من اعتماد الموافقة السامية وذلك بالشراكة مع وزارة الحج والعمرة ممثلة بشركة المشاعر المقدسة التي تمت الموافقة عليها من قبل المقام السامي الكريم، وهيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة. وأشار إلى أن ورشة العمل الحالية ستناقش إلى جانب ما يستجد من محاور على جدول الأعمال، خدمات الإسكان، الإعاشة، النقل، المرافق العامة، الاستقبال والتفويج، والخدمات المقدمة من القطاعات الحكومية والخاصة، سواء الخدمية أو الإشرافية، لافتا إلى أن الورشة أيضا ستتيح المجال لطرح الأفكار والحلول التطويرية للمشاعر المقدسة ومناقشتها مع كل الجهات المشاركة للوصول إلى حلول تتوافق مع رؤية المملكة والأعداد المستقبلية المتوقعة.